الرئاسة كانت ستتخلّى عن حكومة جراد والبرلمان في صيف 2020.. لماذا غيّرت رأيها؟ - Radio M

Radio M

الرئاسة كانت ستتخلّى عن حكومة جراد والبرلمان في صيف 2020.. لماذا غيّرت رأيها؟

Radio M | 04/11/20 17:11

الرئاسة كانت ستتخلّى عن حكومة جراد والبرلمان في صيف 2020.. لماذا غيّرت رأيها؟


يبدو أنّ جهةً من الحكم في الجزائر، كانت مستعدةً في صيف 2020، على التخلّي عن حكومة عبد العزيز جراد واستخلافها بحكومة وفاق منالطبقةالسياسية، إلى جانب استعدادها لحل البرلمان بغرفتيه والمجالس البلدية.

رسالة من الرئاسة تؤكّد وجود صراع في نظام الحكم بالبلاد

قنبلةٌ موقوتة، وضعتها جهة من الحكم في البلاد على طاولة المجاهد الرائد لخضر بورقعة، لم يطّلع عليها الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا عشية الإستفتاء الشعبي أي 31 أكتوبر 2020.

قرّر المجاهد لخضر بورقعة، أربعة أيامٍ قبل دخوله مصلحة الإنعاش بسبب إصابته بفيروس كورونا، إخراج رسالةٍ حرّرتها السلطة في صيف 2020، تحمل 15 نقطة للتفاوض مع الحراك الشعبي. وطالب المجاهد من الناشط والصحفي “سعيد إرزي” اطلاع الرأي العام على مضمونها.

وفي نصّ الرسالة التي حملها وسيط من الرئاسة للمجاهد بورقعة، يُفهم أنّ جهةً من نظام الحكم أي الرئاسة، كانت تتجّه نحو إجراءات التهدئة وفتح باب الحوار مع الحراك والفاعلين فيه، الأمر الذي أشارت إليه النقطة الأولى والثانية من الرسالة: دعوة للحوار دون اقصاء مع كل الفاعلين من الشخصيات الوطنية، مواصلة الافراج على كل معتقلي الرأي بسبب الحراك وضحايا المأساة الوطنية في التسعينيات.

وأكثر من ذلك، أبدت ذات الجهة من الحكم استعدادها على التخلي عن حكومة جراد في عزّ انتشار وباء “كورونا” وإجراءات الحجر الصحي، إلى جانب حل كل المجالس البلدية والبرلمان بغرفتيه وهو ما تؤكّده النقطة الثالثة من الرسالة: حكومة وفاق من الطبقة السياسية التي لها تمثيل وتأثير شعبي من كفاءات واطارات، الذهاب الانتخابات تشريعية ومحلية وتجميد الاستفتاء على الدستور حتى تكون المشاركة أوسع في الإثراء.

المجاهد لخضر بورقعة رفض التوقيع على الرسالة، وأكّد لـ “مرسول” الرئاسة أنّه لا يُمثّل الحراك الشعبي، واقترح في نفس الوقت اطلاع مضمون الرسالة على الفاعلين والوجوه البارزة في الحراك بمختلف أنحاء الوطن.

إلّا أنّ الرئاسة، أطلعت الرأي العام يوم الثالث جويلية 2020 على تاريخ الاستفتاء الشعبي، لتُسقِط الرسالة ونقاطها الـ 15.

 وهو الأمر الذي أرجعه متابعون للشأن السياسي في البلاد بعد اطلاعهم على الرسالة، لوجود صراع بين أجنحة السلطة في البلاد، بين من كانت مستعدة لإجراءات التهدئة والذهاب إلى حوار حقيقي وبين من بقيت مُتمسّكة بنفس خطة الطريق وغلق جميع المنافذ. وذهب آخرون بالقول إنّ الرسالة لم تكن سوى مناورة من نظام الحكم في البلاد، في حين يرى آخرون أنّ الرسالة تُثبت مرّة أخرى ارتباك السلطة.

لهذا لم يُطلع المجاهد بورقعة الرأي العام على الرسالة في وقتها

الصحفي والناشط سعيد إرزي، كشف في اتصال مع “راديو ام” عن كواليس الرسالة أو القنبلة الموقوتة كما وصفها المجاهد بورقعة.

قال الصحفي إنّ وسيطاً من رئاسة الجمهورية زار الرائد بورقعة في بيته يوم 17 جوان 2020، اقترح عليه الرسالة وطلب منه أن يوقّعها باسمه، مُشيراً إلى أنّ المجاهد رفض جملة وتفصيلاً الاقتراح بحكم أنّه لا يُمثّل الحراك الشعبي.

وأضاف ارزي أنّ الرائد بورقعة، أخبر الوسيط أنّه سيقوم باطلاع الفاعلين في الحراك في مختلف ولايات الوطن على الرسالة ومضمونها، لكنّه تفاجأ أياماً معدودة بعدها أنّ رسالة الرئاسة لم تكن سوى مناورةً، إذ أعلنت في 3 جويلية 2020 على تاريخ إجراء الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور.

وفي سؤال عن اطلاع الفاعلين في الحراك من عدمه عن مضمون الرسالة، قال ارزي إنّ “المجاهد بورقعة وجّه دعوةً لعدد من الوجوه البارزة في الحراك وأخبرهم بخطة الحُكم”، إلّا أنّ هذه الوجوه لم تُقدّم إجابةً للمجاهد بورقعة.

وأشار الصحفي إلى أنّ المجاهد قرّر اطلاع الرأي العام عن مضمون الرسالة في 17 أكتوبر 2020، إلّا أنّ ظروفاً قسرية منتعته من ذلك، ليُقرّر بعدها إخراجها في نوفمبر 2020. وحاول سعيد ارزي اطلاع الرأي العام بمضمون الرسالة –يضيف-عشيّة الفاتح نوفمبر في بلاطو حصّة “أولاش المجاملة” الذي يُقدّمها الصحفي خلاف بن حدة على قناة السلام، إلّا أنّ الحصة ألغيت لأسباب مجهولة.

!وسيلة إعلامية تقرر عدم بثّ حصّة تطرّقت لمضمون الرسالة 

وفي اتصال مع الصحفي خلاف بن حدة، أكّد لـ “راديو ام” جهله لأسباب عدم بث الحصة عشية الفاتح نوفمبر: “استضفت سعيد ارزي في البلاطو رفقة مناضل في حركة الإنفتاح، وتطرّق ارزي إلى رسالة الرئاسة للمجاهد بورقعة، لكنّ الحصة لم تُبثّ”. وأضاف خلاف أنّه حاول التواصل مع مدير القناة، لكنّه لم يرد على اتصالاته، مُشيراً إلى أنّه يجهل لحدّ الساعة سبب عدم بثّ عدد الحصة، وهو ما جعله يتوقّف عن إعداد وتقديم البرنامج.

!كريم يونس” حاول أيضاً لكنّ المجاهد بورقعة رفض

وحسب الصحفي سعيد ارزي، فإنّ رئاسة الجمهورية، واصلت مفاوضاتها عن طريق وسيط الجمهورية كريم يونس، في نفس الفترة زار مستشار تبون عبد الحفيظ علاهم المجاهد لخضر بورقعة. وأطلع كريم يونس المجاهد بورقعة أنّ رئيس الجمهورية يريد مقابلته، إلّا أنّ الرائد رفض ذلك، وجدّد موقفه قائلا إنّه لا يُمثّل الحراك الشعبي وأنّ الرئاسة تعرف جيّدا الشخصيات المؤثّرة في الحراك الشعبي.

الرسالة الكاملة

رسالة السلطة للتفاوض مع المجاهد #لخضر_بورقعة

النص الكامل لرسالة السلطة الموجهة للمجاهد #لخضر_بورقعة  والمتضمنة للمقترحات الخمسة عشر (15)، والتي أرادت من خلاله أن توجه عن طريقه للرأي العام بمناسبة ذكرى الاستقلال يوم  5 جويلية الماضي من خلالها اشترط المجاهد جملة من الشروط لكن لم يتم الأخذ بها…….

 ” اقترح مقابلة الرئيس  تبون مع نائب  قائد الولاية الرابعة المجاهد لخضر بورقعة” .

دعوة للحوار دون اقصاء ومع كل الفاعلين من الشخصيات الوطنية

– مواصلة الافراج ونحن في اجواء عيد الاستقلال والشباب المصادف   لذكرى الاستقلال 5جويلية  على كل معتقلي الرآي بسبب الحراك وضحايا المأسات الوطنية في التسعينات بعضهم يقبع و قضى 27سنة في السجون

حكومة وفاق من الطبقة السياسية والتي لها تمثيل  وتاثير شعبي من كفاءات واطارات .

  الذهاب الانتخابات تشريعية ومحلية وتاجيل وتجميد  الاستفتاء على الدستور حتى تكون المشاركة أوسع في الاثراء مع أخذ بعين الاعتبار لمنطقة القبائيل التي تغيبت عن الانتخابات الرئاسية .

العمل على تجميد حراك الجمعة بسبب فيروس كورونا حفاظا على سلامة وصحة المواطنين  والذي يبقى سلميا بعيدا عن المواجهة والاستفزاز والاعتقالات كما حدث في بجاية في حراك70.

تجميد ارتفاع اسعار الوقود الى السنة المقبلة 2021 .

الابقاءعلى السياسة الخارجية في الدفاع عن الشرعية الدولية والمسافة الواحدة مع الجميع خاصة في القضية الليبية التي اصبحت تشكل تهديدا للمنطقة .

الصداقة مع المغرب الشقيق  بحكم الجوار والتاريخ والمصير المشترك وتوقيف السجال الاعلامي من الدولتين.

فرنسا تبقى دولة استعمارية وشريك في التعاون الدبلوماسي والسياسى بحكم انها دولة عظمى  مع إحترام السيادة الوطنية والاخذ كون  اكبر جالية جزائرية متواجدة  بفرنسا .

العمل على تطوير الاقتصاد مع كل الدولة المتطورة بعيدا عن الهيمة والاملاءات وتطوير الاقتصاد مع الدول العربية وفتح افاق مع دول افريقيا.

الحفاظ على الثوابت الوطنية دون مساومة ولا تنازل من الاسلام والعربية والامازيغية والراية واحدة العلم الوطني.

إعادة الاعتبار لذاكرة الجماعية عبر تاريخ الجزائر الحافل بالتضحيات  والحفاظ عليها من  المقاومات الى ثورة نوفمبر وتعليمها للاجيال الوطنية .

طى ملف السجال في الحراك من رموز الدولة مع رفض الحراك للمساس بالسيادة ورفض شعار المساس بالوحدة الوطنية والجيش الشعبي الوطني وابعاد المطالب الاجتماعية والمهنية في مسيرات الحراك.

تفعيل الوسيط واعطاءه مصداقية لتكفل بالانشغالات الشعب ومطالبه لرد المظالم.

التوزيع العادل للمناصب للاطارات دون تهميش او اقصاء منطقة على حساب  منطقة مع الاولوية للجنوب الذي هو صمام الامن والذي يشعر بتهميش لعقود من الزمن.

(والسلام ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله). “

كنزة خاطو