الصحفي إحسان القاضي و 400 يوماً في السجن : أليس فيكم رجلُُ رشيد ? - Radio M

Radio M

الصحفي إحسان القاضي و 400 يوماً في السجن : أليس فيكم رجلُُ رشيد ?

Radio M | 28/01/24 19:01

الصحفي إحسان القاضي و 400 يوماً في السجن : أليس فيكم رجلُُ رشيد ?

لا زلنا نتذكر، قول المترشح الحُر للإنتخابات الرئاسية، عبد المجيد تبون، عندما رّد على سؤال حول حرية التعبير، وهو ينشط حملته الإنتخابية، بالقول : “الصحافة سأتعهد بأن تكون لها الحرية الكاملة في حال انتخابي كرئيس للجمهورية”، كما لا زلنا نتذكر عندما سأل سؤالاً استفزازياً لما تتعرض له عائلته من مضايقات قضائية وصلت لحد سجن ابنه الأصغر “، بالقول ” العصابة حقرتني وحقرت ولدي”.

فكما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تناسي جرائم العصابة والدوس بقديمها على حرية التعبير وعلى كرامة الصحافيين وعلى سلطة القضاء، كذلك لا يمكن نسيان او تناسب وعود وتعهدات مرشح أصبح رئيساً للبلاد، حرص على وصفها بـ”الجزائر الجديدة”، في إشارة منه ، الى القطيعة مع الممارسات الخارجة عن القانون بتوظيف السلطة السياسية في معاقبة الخصوم والناقدين سياسياً وإعلامياً وتلفيق تهم واهية.

صحيحُُ أن الجزائر اليوم، جالسة في مقعد بمجلس للمفوضية السامية لحقوق الانسان ، صحيحُ أن الجزائر رفعت الحظر على زيارات المقررين الأممين، لكن المشهد لم يعكس بعد ، القطيعة مع ممارسات العهد البائد. كيف لا وصحفيان في السجن بأحكام نهائية قاسية ومبالغ فيها.

ان بقائهم في السجون بعد استنفاذ جميع أشكال الطعون القضائية، هو قرار لا يمكن إلا أن يكون سياسياً لغاية إثيات العكس، بعدم الإقرار بعفو رئاسي، كخيار أخير لمغادرتهم السجون، وتجسيد لتلك الوعود الانتخابية المشار إليها في الأعلى، بأن حرية الصحافة ستكون مطلقة و لن تكون لها حدود في عهد الجزائر الجديدة.

مالي أصبحت تستأسد، وقبلها النيجر تمردت واستعرضت، ومن قبل الإمارات في صمت وفي علن ، بل طالت تلك الاستعراضات ضدنا، الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي فضلت منح تنظيم كأس افريقيا لدول لا تملك حتى ملاعب كرة قدم لاحتضان مباريات منتخبها، دون الحديث عن معاير اشترطها “الصديق الحميم” سيرغي لافروف لقبول عضوية الدول في البريكس.

إحسان القاضي وكغيره الألاف من الوطنيين الغيورين على هذا الوطن في الداخل والخارج ، ذلك الوطن المتراجع يومياً على جميع الأصعدة، قد يكون مرتاح البال لانه لم يعش معنا هذا الإخفاق. لكن تاريخ والده وأسرته الثورية، قد يجعله حزيناً أكثر ، لكونه ابن ثوري من ثوار نوفمبر، وهو يقاسم الزنزانة مع مغتصبي الحقيقة، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية من الذين واجههم بالأمس، خلال مسيرات حراك، من منبر راديو أم.

لا بديل لنا اليوم سوى الصلح مع الداخل، صلح الجزائري مع الجزائري، قبل الحديث عن صلح لشؤون داخلية لدول أخرى، تتنافس في الإنقلاب علينا وانكارن وجود أمتنا وحاضرنا .

الجزائر ستبقى واقفة لا شك في ذلك، لكن ليس باغتيال الوطنيين، فاغتيالهم تهديد لرصف الصف الذي يمتن الحصن.

الحرية لقاضي إحسان بعد 400 يوم من الحبس في الحراش ولباقي معتقلي الرأي.

ارحموا الجزائر، أليس فيكم رجلُُ رشيد ?