مُتَّهَمٌ بِتَسْوِيقِ دواءٍ " بثمنٍ دونَ سِعْرِ التَكْلُفَة"، رئيس مُجَمَّع ميرينال يَصْدُرُ ضِدَّهُ أمْرٌ بالإيدَاعِ - Radio M

Radio M

مُتَّهَمٌ بِتَسْوِيقِ دواءٍ ” بثمنٍ دونَ سِعْرِ التَكْلُفَة”، رئيس مُجَمَّع ميرينال يَصْدُرُ ضِدَّهُ أمْرٌ بالإيدَاعِ

Radio M | 12/05/21 18:05

مُتَّهَمٌ بِتَسْوِيقِ دواءٍ ” بثمنٍ دونَ سِعْرِ  التَكْلُفَة”، رئيس مُجَمَّع ميرينال  يَصْدُرُ ضِدَّهُ أمْرٌ بالإيدَاعِ


يتعرض المواطن والمناضل نبيل ملاح – الذي يترأس مُجمَّعا يوظف 900  مستخدم وهو أول مصدر للأدوية في الجزائر – إلى مضايقات قضائية منذ عدة سنوات٠

صدر أمْرٌ بالإيدَاعِ مساء يوم الأحد 9 ماي في حق المدير العام لشركة ميرينال نبيل ملاح، وهو ثاني مجمع أدوية بالجزائر.  
ووجه إليه قاضي التحقيق بالغرفة السادسة لدى محكمة سيدي أمحمد تُهْمَتَيْ تبييض الأموال ومخالفة تتعلق بحركة رؤوس الاموال٠
وفي الواقع، فإن المخبر الجزائري والمُصَدِّرُ الرئيسي للأدوية متهم باستيراد دواء وبيعه بِسِعْر دون التكلفة خلال عدة سنوات٠
بعد أسبوع من التردد على مقر الدرك الوطني لباب جديد في إطار تحقيق ابتدائي، لم يتسنّ حفظ الشكوى التي كانت قد تقدمت بها وزارة الصناعة الصيدلانية ضد شركة فابروفارم، “الشركة الشقيقة “لميرينال، بشأن  “ممارسة تجارية غير مشروعة”٠
وُضِعَ نبيل الملاح يوم الخميس 6 ماي رهن التوقيف تحت النظر،  وتم عرضه، هو وشقيقه رياض، على وكيل الجمهورية لدى محكمة الجزائر العاصمة بعد ظهر يوم الأحد 9 ماي٠  وسيمثل شقيقه، الذي يشاركه تسيير الشركة، حرا أمام القضاء٠
وذكّر خبير جبائي “لموقع مغرب إمارجون”  بأن “البيع دون سعر التكلفة أمر غير قانوني غير أنه إذا ثبت أن سعر البيع الممارَس لا يسبب ضررًا ماليا للشركة التي تقوم به،  ففي هذه الحالة لا يمكن الحديث عن بيع دون سعر التكلفة”٠
وهو بالضبط ما ينطبق على قضية منتوج اميوريل،  الذي يقبع بسببه رئيس شركة ميرينال رهن الحبس٠

تدفق  بقيمة 500.000  يورو من عائدات السداد

في سنة 2015،  أطلقت الصيدلية المركزية للمستشفيات مناقصة من أجل التزود بفئة من الأدوية المثبطة للمناعة،  شاركت فيها فابروفارم وهي شركة شقيقة لشركة ميرينال٠
ولكن لم يقع الاختيار عليها بسبب سعر أقل تنافسية من ذلك الذي تم عرضه من طرف مُنَافِسِينَ آخرين٠
ومن أجل ضمان التزود بهذا الدواء،  عرضت الصيدلية المركزية للمستشفيات 50 بالمائة من الصفقة على الشركة المتقدمة فابروفارم، شريطة أن تُطابق أسعارَها مع السعر الأدنى الذي هو 9.10 يورو للعلبة٠
ووافق مختبر آسْبَّانْ الجنوب أفريقي الذي يزود شركة ميرينال بدواء اميوريل المثبط للمناعة،  على تسديد فارق السعر مقارنة بالسعر المرجعي المسجل لدى وزارة الصحة٠ وامتثل لتسعيرة البيع التي طالبت بها الصيدلية المركزية للمستشفيات،  وتعهد أيضا بسداد الفارق لشريكه الجزائري فابروفارم بالإضافة إلى هامشه التجاري كمستورد “لدواء اميوريل” فيما يخص الحصص المُنَظمَة من طرف الصيدلية المركزية للمستشفيات٠
وعند نهاية كل فترة،  كان يتم إجراء تحويل تعويضي إلى فابروفارم  حسب عدد العُلَبِ المُبَاعَةِ٠  وبلغت التدفقات المالية بالعملة الصعبة من جنوب إفريقيا إلى بنك الجزائر حوالي 500 ألف يورو،  كلها مسجلة في كشوفات الشركة وبنكها الابتدائي٠
وقد قبل التحقيق الابتدائي هذه المستندات في ما يخص دواءين  آخريْنْلم يتم اعتبارهما قد بيعا بسعر دون التكلفة، لكنه  رفضها فيما يخص دواء إميوريل،  على الرغم من كل الوثائق التي تبين أن فابروفار لم تكن تبيع بسعر دون التكلفة٠

وفيما يتعلق بتهمة تبييض الأموال و تهمة ارتكاب مخالفة تتعلق بحركة رؤوس الأموال ،  فهي اتهامات أصبحت تقليدية معتادة في المحاكمات المتعلقة بتحجيم فواتير الاستيراد، وهي ممارسة كانت تَنْخُرُ الاقتصاد الجزائري في عهد بوتفليقة٠ 
أما في حالة فابروفارم واستيراد دواء إميوريل،  فيتعلق الأمر بحركة هي كليا في الاتجاه المعاكس حيث يرسل المورد إلى شريكه في الجزائر الفارق بين سعر البيع المسجل لدى وزارة الصحة وسعر بيع الدواء إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات٠  وهذا ما جعل أحد المحامين يُفاجأ بقرار قاضي التحقيق وضع نبيل ملاح رهن الحبس الاحتياطي ويقول مصرحا : “سارت الجلسة على أحسن ما يرام،  ولم نفهم ما حدث في النهاية٠  يبدو وكأن هناك ملفًا فرعيًا في هذه القضية “٠

لاعب فعال في التنمية

نبيل ملاح هو رئيس شركة سار منذ فترة طويلة على درب تطوير صناعة الأدوية، وهو الأمين العام للاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة منذ أكثر من عشرة سنوات ورئيسها أيضا ما بين سنتي 2011 و 2013 ٠
وقد سعى نبيل ملاح إلى تطوير وتعزيز قطاع نشاطه،  فحَوَّلَ ميرينال إلى لاعب ديناميكي في تصدير الأدوية إلى عشرة دول في العالم، بقيمة تزيد عن 120 مليون دولار٠
وهو معروف أيضًا بالتزامه بقضية المواطنة،  لا سيما عبر مشاركته عام 2018  في حركة مواطنة المناهضة لتمديد رئاسة عبد العزيز بوتفليقة مدى الحياة،  كما كان في طليعة حراك 22 فيفري 2019. 
نبيل ملاح هو المساهم الثالث في “الشركة ذات الأسهم / أنترفاس  ميديا”  التي تَبُّثُ “راديو  آمْ ” وتُصْدِرُ جريدة مغرب إيمارجون”، كما أنه عضو في مجلس إدارتها منذ عام 2017 ٠
تعرض مدير ميرينال إلى مضايقات قضائية متواصلة في السنوات الأخيرة منها على وجه الخصوص ملاحقات قام بها ضده بنك الجزائر بسبب خَصْمٍ قدره  “مائتا دولار”  على إحدى فواتير صادراته  ومحاكمة في مدينة وهران على صفقة نالتها شركة ميرينال دون أن تتحصل في يوم من الأيام على مستحقاتها٠ وقد تحدثت الشكوى – التي رفعت أيضًا ضد موردين آخرين،  عن أن المناقصة التي فازت به ميرينال لم تكن من الاحتياجات الضرورية لمستشفى وهران٠
بين  “مائتي دولار”  كخصم من قيمة التصدير،  ومُنْتَجٌ لم يدفع مقابلُه في وهران  و “البيع دون سعر التكلفة”  فيما يخص دواء إميوريل ٠٠٠  تتضافر المتابعات القضائية في حق نبيل ملاح كلها تحت طَيْفِ “مِلَفٍّ فَرْعِّيٍ” غَيْرُ مَرْئِّيٍ٠