مؤرخ : "تصريحات الإبراهيمي تخدم توجه فرنسي رافض للإعتراف بالجرائم" - Radio M

Radio M

مؤرخ : “تصريحات الإبراهيمي تخدم توجه فرنسي رافض للإعتراف بالجرائم”

Radio M | 10/09/21 14:09

مؤرخ : “تصريحات الإبراهيمي تخدم توجه فرنسي رافض للإعتراف بالجرائم”

أثارت، تصريحات الوزير الأسبق والدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي لجريدة “لوموند” الفرنسية المحسوبة على اليسار، موجة استهجان واستغراب وسخط وسجال سياسي وإعلامي و لدى النقاد والمؤرخين، حين راح يقارن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان هروبا من سيطرة حركة “طالبان” على شؤون الحكم في البلاد، بما أسماه “انسحاب فرنسا من الجزائر”، اعتبرها الكثير  كإساءة واضحة للمجاهدين من جهة وللثورة المسلحة التي دفعت الاستعمار الفرنسي للجلوس الى طاولة الحوار مجبرين غير مخيرين، من جهة أخرى.

ورغم مرور قرابة أسبوع، عن نشر الحوار، مع المبعوث الأممي السابق إلى سورية ومبعوث الجامعة العربية في التوسط لانهاء الحرب الأهلية اللبنانية  وأحد من من لعبوا دورا في الجهود الدولية الرامية إلى إعادة الاستقرار في العراق وأفغانستان سنتي 2003و2001 ، إلا أن الإبراهيمي، لم يبدي لحد الساعة أي تعليق على ردود الأفعال التي اعتبرت خرجته الإعلامية هذه في أخر العمر، إهانة غير مسبوقة لتاريخ وماضي البلاد الثوري.

واعتبرت، حليمة مولاي المؤرخة والدكتورة في علم التاريخ لدى مركز البحث في الإنثربولجيا الإجتماعية والثقافية بوهران، المدينة التي منحت الأخضر الإبراهيمي دكتورة فخرية، أن هذا الأخير”.. قد اقحم الجزائر وتاريخها في الموضوع في مقارنة غير مستقيمة تماما بين تاريخ البلدين الجزائر وافغانستان ونضال الحركتين طالبان وجبهة التحرير بل وسياق الحدثين 1954-2021 ، كما أنه أغفل ما فعلته الثورة بالفرنسيين داخل الجزائر وخارجها مما انعكس على نفسية الكولون والجنود داخل الجزائر وهناك عدة رسائل لجنود فرنسيين تثبت ذلك، بل ان الهزيمة العسكرية أدت الى ظهور شكل أخر من هذه الهزيمة  وهو انقسام الجيش الفرنسي وظهور حركة “أو.أ.أس” الإرهابية، ولا أظن أن هناك هزيمة لجيش المستعمر أكبر من هذه الهزيمة..”.

وفي سياق الرد على مقارنة “خيار الإنسحاب” تقول المؤرخة والباحثة حليمة مولاي أن “الاستعمار الفرنسي لم يستسلم حينها، بل حاول في العديد من المرات جلب المزيد من الدعم العسكري لقمع الثورة حتى أنه اضطر للتخلى عن أطماعه الاستعمارية في تونس ثم المغرب لأهمية الجزائر، ولما اشتد في مقابل ذلك العمل المسلح لثورة نوفمبر المجيدة، وصلت لحد اختراق العاصمة الفرنسية لمنعها من جلب المزيد من الدعم العسكري للجزائر، اضطرت فرنسا يومها للتفاوض مع جبهة التحرير الجزائري ..”، لذلك ” نعتبر أن هذه الإقحامات لمواضيع تخص الثورة التحريرية من طرف شخصيات وازنة دوليا وعامة، دون أي تحليل وأكاديمي هو فقط لإثارة الجدل داخل المجتمع وتشكيك الجزائريين في ثورتهم وتاريخهم وتشويه صورته من طرف شخصيات لا تهتم سوى بالشهرة…فهي تصريحات تخدم الرواية الفرنسية..”، تختم الباحثة في علم التاريخ حليمة مولاي.

سعيد بودور