الجزائر - المغرب: ضياع فرصة إذابة الجليد وأبواب التصعيد مفتوحة - Radio M

Radio M

الجزائر – المغرب: ضياع فرصة إذابة الجليد وأبواب التصعيد مفتوحة

Radio M | 05/11/22 20:11

الجزائر – المغرب: ضياع فرصة إذابة الجليد وأبواب التصعيد مفتوحة

كل المؤشرات تدل على أن الوضع في حدودنا الغربية مرشح للتحول إلى بؤرة توتر جديدة في العالم بعد سوريا وليبيا واليمن وأوكرانيا… ا

آمال كبيرة كانت معلقة على حضور محمد السادس إلى القمة العربية بالجزائر، ليكون ذلك بداية إذابة الجليد بين الجزائر والمغرب، لكن الظاهر أن لا المغرب ولا الجزائر مستعدان لوقف التصعيد

المصادر الديبلوماسية المغربية لم تتوقف عن تسريب أخبار للصحف الأجنبية، والفرنسية بشكل خاص، مفادها أن حضور محمد السادس إلى الجزائر شبه مؤكد . وإنتظر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ال24 ساعة الأخيرة قبل موعد القمة، ليعلن عدم حضور جلالة ملكه لأساب قال عنها، أنها “إقليمية”. ا

وإنتظرت الجزائر من جهتها نهاية القمة لتكشف عبر برقية لوكالة الأنباء الجزائرية عن تأكيد محمد السادس حضوره كتابيا. وكشفت برقية وكالة الأنباء الرسمية عن أسباب أخرى لعدم حضور الملك وتتعلق بالجانب البروتوكولي، أي أسباب بعيدة عن المشاكل الاقليمية التي تحدث عنها بوريطة

نحاول إذن فهم ما يخفيه الطرفان، بعيدا عن الرقصات الكثيرة للوزير المغربي منذ نزوله في مطار الجزائر، وبعيدا عن غباء الرواية الجزائرية، حيث لا يعقل أن يعجز مطار هواري بومدين عن تلبية طلب محمد السادس أن ترافقه عشر طائرات

ما دام محمد السادس راسل الجامعة العربية رسميا وأكد حضوره، فهذا يعني أن الرجل يفتقد الحجج المقنعة لتبرير غيابه. وإذا أضفنا ذلك لتأكيد بوريطة في حوار سابق مع “سكاي نيوز” أن جلالة ملكه كان على إستعداد تام للحضور وقد تحدث في الموضوع مع عدة ملوك ورؤساء عرب وحثهم على الحضور… فنفهم جيدا أن غياب محمد السادس لم يكن قرارا إنفراديا، بل جاء نتيجة مشاورات، أفضت إلى غياب كل الملوك تقريبا، بدأ بولي العهد السعودي ثم الملك الأردني والأمير الاماراتي… وصولا إلى محمد السادس

ويشترك هذا التكتل الملكي في التطبيع مع إسرائيل من جهة وتبنيهم الطرح المغربي في ملف الصحراء الغربية دون أي نقصان. وإذا أردنا أن نعود قليلا إلى ما قبل القمة العربية والعلاقة التي تربط الامارات بشكل خاص بالحكومة الجزائرية، نستنتج أيضا أن الرهان الوحيد الذي كانت تشكله القمة العربية بالنسبة لهؤلاء هو انجاح وساطة ما بين الجزائر والمغرب. بينما راهنت الجزائر على إنجاح الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، وهو موضوع غير واردة في أجندة المطبعين مع إسرائيل

ولماذا تصر الجزائر على أي وساطة مع المغرب وتصر في نفس الوقت على إنجاح القمة العربية و”لم الشمل العربي”…؟ واضح أن الجزائر تحاول إستباق الأحداث وإقناع أعضاء الجامعة العربية بأحقية موقفها في حال لجوء المغرب لأي تصعيد على الحدود

هذا التصعيد هدد به السفير المغربي في الأمم المتحدة، حين تحدث عن إمكانية العودة إلى ما قبل وقف إطلاق النار سنة 1991، كأن المغرب قدم خدمة للصحراء الغربية بقبول وقف إطلاق النار آنذاك. ويظهر التوجه المغربي نحو التصعيد أيضا من خلال قصف الشاحنات التي تمر على تراب الصحراء الغربية، دون الاهتمام بهوية تلك الشاحنات. وآخر عملية في هذا الاطار إستهدفت شاحنات موريتانية، وحكومة نواقشط عبرت عن إستيائها من هذا الاعتداء، بينما سبق أن هددت الجزائر بأن تترك الاعتداءات التي تمس مواطنيها على الحدود الغربية دون عقاب

اللعبة تكاد تكون مغلقة والجزائر أخطأت ربما في تقدير مستوى التنسيق المغربي مع العديد من الدول العربية. وعليها الآن أن تقتنع بوجود تكتلين على الأقل في المنطقة، وعليها أن تبحث عن قنوات أخرى تجعل المغرب يبتعد عن سيناريو التصعيد الذي يدور يسير عليه الآن بدل دفعه للاستمرار في هذا الاتجاه

محمد إ