أثـار قرار السلطات المحلية لولاية وهران، ببناء جدار إسمنت، على طول الشريط الساحلي لدائرة عين الترك، إستياء وتذمّر رواد مواقع التواصل الإجتماعي داخل وخارج البلاد. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تحوّل الموضوع لحلقات نقاش في كبريات قنوات الإعلام الفرنسية ، التي ناقشت القرار من زاوية محتوى تصريح والي ولاية وهران، سعيد سعيود، الذي أرجع الأمر لجهود الدولة في مكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية، عبر القوارب.
والي وهران، دافع بشدة على قرار بناء جدار بالخرسانة المدعمة، من منطلق أن المشروع الجديد هذا، ساهم في انخفاض معدلات الهجرة نحو الضفة الأخرى من المتوسط بنسبة 70 فالمئة، ما يعني أنه بات حلا ناجعا، ولن يكون هناك أي قرار لوقف بناء الجدار الذي يعزل الشواطئ عن مدنها، استجابة لمطالب السكان وعدد من الجمعيات التي طالبت بوقف الأشغال.
سواحل وشواطئ مدينة وهران، لم تتحول في السنوات الأخيرة، الى مقصد للشباب والعائلات من مختلف ولايات الوطن ، التي فضلت ركوب قوارب الهجرة، باتجاه السواحل الإسبانية تحديدا، لدوافع اجتماعية أساسا، لكن أصبحت شواطئه كذلك، مسرحا لعمليات تهريب المخدرات من الكيف المعالج والمخدرات الصلبة (الكوكايين).
فلم تكن، قضية حجز 701 كلغ من الكوكايين الشهيرة بميناء وهران، عملية محاولة تصدير هذه المادة الباهظة الثمن، الوحيدة ، رغم أنها كانت ستدخل البلاد، بطريقة “نظامية”، قبل “نشرية الإبلاغ” الإسبانية، التي افسدت سيناريو إدخالها لأرض الوطن ، وتتعرض باخرة “فيغا-ماركوري”، لعملية مداهمة في عرض البحر.
حيث عثر، زورق للبحارة، بسواحل ميناء أرزيو، يوم 27 جوان من السنة الفارطة، على كمية أخرى من هذه المخدرات الصلبة (الكوكايين)، مقدرة بـ490.05 كلغ من الكوكايين ، تطفو فوق سطح البحر، ومجهزة بأجهزة تحديد الموقع ، تنتظر أصحابها لإخراجها. لكن البحارة هناك، توجهوا مباشرة لتبليغ قوات خفر السواحل، أين حيّ بيان وزارة الدفاع الوطني، حسّ المواطن، في التبليغ عن الجرائم التي تمس بأمن واقتصاد البلاد.
أيام قليلة بعدها (جويلية 2021)، تمكنت مصالح الأمن العسكري بالناحية العسكرية الثانية بوهران، من تفكيك شبكة لتجارة وتهريب المخدرات ، توّرط فيها لاعب فريق كرة القدم لنادي مولودية وهران (ص.براجة)، رفقة ستة متهمين أخرين ، وضبط بحوزتهم 7.4 كلغ من الكوكايين و 18 كلغ من مادة الكيف المعالج، قبل أن يسقط ، في شهر ديسمبر المنصرم (2021)، مساهم في مجلس إدارة الفريق المدعو “قنفودة”، ملك عدد من الفنادق والملاهي الليلية بوهران ومستغانم، في شبكة أخرى لتهريب وتجارة الكوكايين أين تم حجز 10 كلغ من هذه المادة.
وقبلها، بتاريخ الفاتح من شهر فيفري 2020، تمكنت مصالح الأمن الوطني بوهران، من ضبط متورط أخر وبحوزته 3 كلغ من مادة الكوكايين، على متن سيارة بضواحي بلدية بئر الجير، وهو المتهم الذي كشف لمحكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، وجود شحنة أخرى مماثلة من الكوكايين لدى متهم أخر، قال بأنه هومن كان يلقنه التعليمات بخصوص مسار الشحنة وكيفية تقسيم الأدوار.
سعيد بودور
تصوير: عاصم يوغرطة
