ميلاد "حياة".. مشروع يُسلّط الضوء على "النّساء الحراقة" - Radio M

Radio M

ميلاد “حياة”.. مشروع يُسلّط الضوء على “النّساء الحراقة”

كنزة خاطو | 05/06/22 22:06

ميلاد “حياة”.. مشروع يُسلّط الضوء على “النّساء الحراقة”

تغطية : كنزة خاطو

وُلدت “حياة” وهي مشروع يُسلّط الضوء على “النساء الحراقة”، بادرت بإطلاقه جمعية “المرأة في اتصال” التي ترأسها الصحفية نفيسة لحرش.
أطلقت الجمعية العنان لمشروعها من خلال ندوةٍ شاركت فيها شخصياتٍ من المجتمع المدني، باحثين وصحفيين.
ويهدف “حياة” إلى التوعية والتحسيس من مخاطر قوارب الموت ، كما سيرافق الصحفيين والصحفيات من خلال ورشات تكوينية وندواتٍ، وأخيرًا إطلاق منصّة رقمية لإحصاء المهاجرات غير النظاميات المفقودات أو اللواتي فقدن حياتهنّ في البحر.


نفيسة لحرش: “حياة” سيُسلّط الضوء على ظاهرةٍ مسكوتٌ عنها
أكّدت رئيسة الجمعية النسوية “المرأة في اتصال” نفيسة لحرش، أنّ “حياة” أراد تسليط الضوء على ظاهرةٍ مسكوتٌ عنها.
وأوضحت نفيسة لحرش أنّ اختيار قضية “النساء الحراقة” كان بعد تزايد عدد المهاجرات غير النظاميات خلال المدّة الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ الجمعية تسعى للمساهمة من خلال هذا المشروع إلى ايجادٍ حلول لإشكالية “الحرقة”.


راضية بوديسة: “حياة” سيكون في ثلاث ولايات ساحلية
أبرزت رئيسة المشروع راضية بوديسة أنّ تسمية “حياة” كانت أوّلا لأنها تعني “الحياة” أي أغلى ما يفقده الإنسان، ثانيًا كانت تخليدًا لفتاة جزائرية حاولت الهجرة إلى الضفة الأخرى عبر قوارب الموت ولا تزالُ مفقودة إلى يومنا هذا.
وكشفت راضية بوديسة أنّ المشروع موّله “صندوق دعم التعاون من إقليم إلى إقليم -جسور”، ما سيسمح للجمعية بتوسيع عملها الميداني في ثلاث ولايات ساحلية تُعدّ أحد أبرز نقاط انطلاق قوارب الحراقة وهي العاصمة، وهران وعنابة.
ويهدف المشروع حسب رئيسة المشروع إلى التوعية والتحسيس ومعرفة الأسباب الرئيسية لظاهرة الحرقة لدى النساء من خلال إنشاء محتوى إعلامي هادف، وتكوين صحفيين في معالجة الظاهرة بطريقة مهنية وموضوعية.
وأشارت راضية بوديسة، إلى أنّ المشروع يهدف أيضا إلى إنشاء منصة رقمية افتراضية للحفاظ على ذاكرة الحراقة، تسمح للزوار عند الولوج إليها الوصول إلى قاعدة بيانات خاصة بالمهاجرين غير النظاميين المتوفين والمفقودين، إلى جانب وثائق وبيانات حول الظاهرة.


حسين عبد اللاوي: ظاهرة النساء الحراقة بدأت مع نهاية التسعينيات
أكّد أستاذ علم الاجتماع والمختص في شؤون الهجرة، حسين عبد اللاوي خلال تدخّله، أنّ ظاهرة هجرة النساء ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى أواخر التسعيينات وبداية الألفينات.
وأشار المختص في شؤون الهجرة إلى أنّ الإحصائيات الدقيقة حول عدد النساء الجزائريات الحراقة غير مُتوفّرة، بحيث أنّ المصالح الأمنية بالجزائر تكشف عن الأرقام دون تحديد جنس المهاجرين غير النظاميين من جهة، والمؤسسات الأمنية الأجنبية التي تحصي أعداد النساء “الحراقة” الوافدين إلى أوروبا على رأسها “فرونتاكس” لا تكشف عن الجنسيات.
وشدّد حسين عبد اللاوي على أنّ ظاهرة الهجرة غير النظامية مرشّحة للارتفاع، خاصّة وأنّ المرأة صارت عنصرا من عناصر الظاهرة.


نورالدين بن براهم: صعوبة الولوج إلى الفضاء الأوروبي أدّى إلى تفاقم ظاهرة
يرى رئيس جمعية “أضواء رايتس لحقوق الإنسان” نور الدين بن براهم، أنّ الجزائر تحوّلت من بلد عبور إلى بلد وجهة.
واعتبر نورالدين بن براهم أنّ صعوبة الحصول على تأشيرة الولوج إلى الفضاء الأوروبي “شنغن” أدّى إلى تفاقم ظاهرة الحرقة.
وشدّد رئيس الجمعية على أنّ المجتمع المدني بحاجةٍ مساة إلى قاعدة بيانات لتحديد “بروفايلات” النساء اللواتي يخترن قوارب الموت من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، مشيرا إلى أنّ “هذه القاعدة ستسمح بدراسة الظاهرة وتقديم حلولٍ بعيدا عن اطار التحليل العام”.


نادية آيت زاي: النساء يهاجرن أيضًا للبحث عن الحرية

دعت الحقوقية ورئيسة مركز التوثيق لحقوق الطفل والمرأة “سيداف” نادية آيت زاي، إلى إعدادِ تحقيقاتٍ ميدانية مع النساء الجزائريات اللواتي وصلن إلى الضفة الأخرى، من أجل الحصول على شهادات حية حول الأسباب التي دفعتهن للحرقة.
وترى نادية آيت زاي أنّ البطالة ليست السبب الرئيسي في الهجرة غير النظامية، وإنّما النساء يهاجرن أيضًا للبحث عن الحرية بعيدًا عن قيود المجتمع.
وشدّدت آيت زاي على أنّ حلّ ظاهرة “الحرقة” سياسي، مشيرة إلى أنّ “ضرورة ايجاد حلولٍ للمشاكل الإقتصادية الإجتماعية والحريات الفردية.


لمين مغنين: التوعية والتحسيس لا يكفيان للحدّ من الظاهرة
قال الصحفي محمد لمين مغنين الذي شارك في إعداد مشروع “حياة” من خلال روبورتاج حول “النساء الحراقة”، إنّ التوعية والتحسيس لا يكفيان للحدّ من الظاهرة.
وأكّد لمين مغنين على ضرورة تقديم حلول اجتماعية واقتصادية إلى جانب الحريات الجماعية والفردية، مُستندًا بذلك إلى تدخّل الباحث في علم الإجتماع ناصر جابي خلال روبورتاج “حياة”، الذي أكّد فيه أنّه “من يجد حلّا للحرقة يكون قد وجد حّلا لجميع مشاكل الجزائر”.