الجيش الفرنسي يغادر أهم قاعدة عسكرية في أفريقيا على بعد 50 كلم من الحدود الجزائرية - Radio M

Radio M

الجيش الفرنسي يغادر أهم قاعدة عسكرية في أفريقيا على بعد 50 كلم من الحدود الجزائرية

سعيد بودور | 16/11/21 11:11

الجيش الفرنسي يغادر أهم قاعدة عسكرية في أفريقيا على بعد 50 كلم من الحدود الجزائرية


سلّم قائد القطاع العملياتي لعملية “مالكو” شمال شرقي دولة مالي، من الجيش الفرنسي، قاعدة “تساليت” البرية التابعة لقوات عملية “برخان”، للجيش المالي ممثلا في العقيد “إدريسا تراوري” من الجانب المالي ، في حفل حضرته السلطات المالية”.

وقال إدريسا تراوري” أن هذا التسليم يعد جزءا من تسليم معسكر البرخان إلى القوات المسلحة المالية، وأن قرار السلطات العليا لبلاده أسلمه معنى وجودي كجندي على الأراضي المالية”.

وتبعد مدينة تساليت الأزوادية ، 50 كيلومتر فقط على الحدود الجزائرية، و1200 كلم عن العاصمة المالية باماكو، أهم ما يميزها هو موقعها العسكري الاستراتيجي المتميز حيث أنها تقع وسط سهل حجري قاحل تحيط به مرتفعات عالية توفر رؤية واضحة نحو الجهات الأربع، وتحتضن المدينة منجما للجص ومصنعا للجبس، وتحيط بها منطقة واعدة بمناجم هامة أخرى وفقا لما أكدته الأبحاث والاستكشافات. وازدادت أهمية هذا الموقع في السنوات الأخيرة بسبب النشاطات الإرهابية التي تنفذها المجموعات المسلحة التي يتبع غالبها لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي فيما يتبع بعضها للمهربين الناشطين في مجال تجارة السجائر والأسلحة والمخدرات.
وتوفر جبال تساليت وجهات دقيقة للمراقبة العسكرية والأمنية الواضحة لمناطق شاسعة للغاية على الحدود بين مالي والجزائر والنيجر، مما يمكن من رصد دقيق لتحركات المجموعات المسلحة. وهذا ما جعل ضابطا فرنسا كبيرا يقول “من وجد موقعا على مرتفعات تساليت فقد امتلك مستلزمات السيطرة على منطقة الساحل والصحراء كلها”. ما دفع بالقوات الأمريكية سابقا بمحاولة التمركز فيها لإقامة قاعدة “أفريكوم”، قبل أن تقرر الاستقرار بألمانيا وتحل بها القوات الفرنسية.

يأتي هذا في وقت، انتقدت فيه فرنسا التقارب الروسي المالي في مجال تعاون البلدين عسكريا، توّج بزيارة وزير الخارجية المالي إلى موسكو، أين أعلن أنه ” لا يستبعد طلب مساعدة روسية في مواجهة التحديات الداخلية”.

وأعلنت شهر أكتوبر المنصرم، رئاسة الأركان الفرنسية أن “قوة برخان” لمكافحة الإرهاب بدأت المرحلة الأخيرة من تسليم قاعدة كيدال في شمال مالي إلى بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش المالي. كما باشرت باريس في جويلية، إعادة تنظيم وجودها العسكري في منطقة الساحل (غربي إفريقيا)، لا سيما من خلال مغادرة القواعد الواقعة في أقصى شمال مالي (كيدال وتمبكتو وتيساليت) والتخطيط لتقليص عديد قواتها في المنطقة بحلول عام 2023 ليتراوح بين 2500 و3 آلاف عنصر، مقابل أكثر من 5 آلاف حاليا.