و ما بعد كل اغتيال... (مدونة سعيد بودور) - Radio M

Radio M

و ما بعد كل اغتيال… (مدونة سعيد بودور)

Radio M | 29/06/21 22:06

و ما بعد كل اغتيال… (مدونة سعيد بودور)

…وبعد اغتيال سي الطيب الوطني الرئيس المغدور الراحل محمد بوضياف طيب الله ثراه، دخلنا ودخلت البلاد في دوامة. عرض بعدها على الراحل حسين ايت أحمد تسليحه وتسليح محيطه لحمايته في ظل الازمة الامنية التي تعيشها البلاد، قرر هذا الاخير بعدما رفض منحه كرسي الرئاسة الهجرة الى سويسرا.

ولأن اصبح من الصعب ممارسة السياسية لعقد اجتماعات او لقاءات او ندوات ، قرر عدد من رموز الثورة والاحزاب السياسية ومناضلي حقوق الإنسان عقد اجتماع بروما في 11 جانفي 1995، عرف بلقاء أو بأرضية “سانت ايجيديو”، حضره الرئيس الراحلون أحمد بن بلة، حسين ايت أحمد، عبدالحميد مهري، عميد الحقوقيين علي يحي عبدالنور، محفوظ نحناح رحمهم الله، إضافة الى انور هدام، لويزة حنون، قدور شويشة جاب الله وغيرهم من الأسماء …

هناك أخرجت السلطة عدد من الجزائريين رافعين صور الرئيس الأسبق اليمين زروال تنديدا باللقاء الذي وصفوه بلقاء الخونة الذين يريدون تدخل الخارج في الشؤون الداخلية للبلاد.

يومها علق الراحل حسين ايت أحمد في اطلالة تلفزيونية بالقول أن : “الجنرال زروال لم يعد يجد شيء ليقوله حتى يعتبر اللقاء بلقاء تآمر دولي ضد الجزائر..”. ودافع الراحل حسين ايت أحمد عن اللقاء من منطلق الغلق المفروض بالداخل، ومنع السلطات القوى السياسية من عقد اجتماعات او لقاءات بالبلاد بعد مرور خمس سنوات كاملة عن بداية الازمة.

ذلك اللقاء توج بأرضية أرضية مصالحة سياسية بين السلطة وقوى المعارضة تدعو للتداول على السلطة ونبذ كل أشكال العنف، واحترام الحريات الاساسية وحقوق الانسان بما فيها حقوق المرأة، أرضية في رأيي لاتزال صالحة ليومنا هذا، فمنذ ذلك اليوم والازمة نفسها فما يمنعنا من بناء جامع..

سعيد بودور