"أشعر باحترام عميق للعديد من الأشخاص الذين يعملون هنا بلا كلل لتعزيز احترام الحريات الأساسية" (مساهمة للسفيرة الأميركية بالجزائر)

Radio M

“أشعر باحترام عميق للعديد من الأشخاص الذين يعملون هنا بلا كلل لتعزيز احترام الحريات الأساسية” (مساهمة للسفيرة الأميركية بالجزائر)

Radio M | 10/12/22 11:12

“أشعر باحترام عميق للعديد من الأشخاص الذين يعملون هنا بلا كلل لتعزيز احترام الحريات الأساسية” (مساهمة للسفيرة الأميركية بالجزائر)

(إليزابيت مور أوبين (سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر

 إن احترام حقوق الإنسان للأفراد داخل الدول مكونًا أساسيًا للسلام الدائم والازدهار بين الدول.


في يوم حقوق الإنسان، نتذكر ونتأمل في اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تم صياغته عام 1948 في أعقاب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، وكان بمثابة نداء للأشخاص ذوي النوايا الحسنة لبناء عالم مبني على الحقوق التي ذكرها.

بعد عشرة أشهر من عملي كسفير ة في الجزائر (وثلاث سنوات من قبل كنائبة لرئيس البعثة) أشعر باحترام عميق ودائم للعديد من الأشخاص هنا الذين يعملون بلا كلل لتعزيز احترام الحريات الأساسية.

أرى في هؤلاء الأشخاص نفس الأمل والارادة اللذان أراهما في الشخصيات المحورية عبر تاريخ الولايات المتحدة. بناءً على مبادئ الحياة، والحرية، والسعي وراء السعادة، اختبر مواطنو الولايات المتحدة باستمرار الحدود، وناقشوا المزايا، وأعادوا تعريف نطاق حقوق الإنسان. طوال تاريخنا الممتد لما يقرب من 250 عامًا، حققنا العديد من النجاحات. لقد كان لدينا أيضًا نصيبنا من الأخطاء. فقط من خلال الاعتراف بهذه التجارب – الجيدة والسيئة – يمكننا العمل معًا على المستوى العالمي نحو مستقبل أكثر حرية ومساواة.

أحد الدروس التي تعلمناها من هذا التاريخ هو مدى ترابط حرية المجتمع المدني مع التمكين الاقتصادي. يعد التدفق الحر للأفكار والجمعيات أمرًا ضروريًا لدعم بيئة قوية لريادة الأعمال. نرى هذا الأمر يحدث مرارًا وتكرارًا في جميع أنحاء العالم – عندما تنفتح المجتمعات، تتبعها التنمية الاقتصادية.

بينما أفكر في قضية حقوق الإنسان، أنضم إلى سفراء الولايات المتحدة الآخرين لكتابة مقالات تلفت الانتباه إلى التحديات المستمرة التي نواجهها. فعلى الصعيد العالمي، أدت جائحة كوفيد -19 إلى تفاقم التحديات التي خلقتها الأنظمة الاستبدادية، حيث أساءت بعض الحكومات استخدام سلطات الطوارئ لتقييد الحريات الأساسية. يستخدم القادة غير الليبراليين النداءات الشعبوية الناتجة عن عدم المساواة في الدخل والقومية لتعزيز سلطتهم. تمكّنت المؤسسات الضعيفة من تنفيذ هذه التكتيكات، مدعومة بوسائل حديثة للتضليل.

في الولايات المتحدة، يفسد الاستقطاب السياسي الخطاب العام. وفي جميع أنحاء العالم غالبًا ما يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان والصحفيون وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني للترهيب والتهديد والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والقتل دون محاكمة والتعذيب والعنف القائم على النوع الاجتماعي ومحاكمات غير عادلة  بسبب قيامهم بواجبهم. غالبًا ما تصدر الحكومات القمعية تهديدات وأعمالًا انتقامية عندما يشارك هؤلاء الأفراد في الحوارات الدولية حول حقوق الإنسان. حوارات تهدف إلى المساعدة في إيجاد حلول للتحديات الجماعية.

نشهد أيضًا زيادة استخدام عمليات إغلاق أو تباطؤ الإنترنت، وإساءة استخدام تقنيات المراقبة، بما في ذلك برامج التجسس، وتطبيق قيود مرهقة على منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك إساءة استخدام قوانين مكافحة الإرهاب لخنق أصوات المجتمع المدني في العديد من المجتمعات. أفادت منظمات غير حكومية أن أكثر من 300 من المدافعين عن حقوق الإنسان وأكثر من 50 من العاملين في وسائل الإعلام قُتلوا وسُجن مئات الآخرين ظلماً لممارستهم حقوقهم الإنسانية وحرياتهم الأساسية في عام 2021.

ظلت إدارة بايدن/هاريس حازمة في التزامها باحترام وتعزيز ومناصرة حقوق الإنسان للجميع. في أول قمة للديمقراطية في ديسمبر 2021، أعلن الرئيس بايدن عن المبادرة الرئاسية للتجديد الديمقراطي – وهي مجموعة بارزة من السياسات و تمثل جهود المساعدة لتعزيز الإصلاحات الديمقراطية، والدفاع عن انتخابات حرة ونزيهة، ودعم وسائل الإعلام الحرة والمستقلة، ومكافحة الفساد، و استعمال التقدم التكنولوجي من أجل الديمقراطية. من خلال هذا الجهد، التزمنا بحماية الصحفيين من الدعاوى القضائية الزائفة، باستخدام التمويل الأولي للصندوق الدَّوْليّ لوسائل الإعلام ذات النفع العام، وتوسيع نطاق الدعم (لايفلاين)، وهي مبادرة متعددة الأطراف تدعم منظمات المجتمع المدني المعرضة للتهديد أو الهجوم. تُظهر المبادرة الرئاسية التزام الولايات المتحدة بمناصرة حقوق الإنسان والجهود العالمية لتعزيز الصمود الديمقراطي والمجتمعات التي تحترم الحقوق. تعمل الولايات المتحدة على تقوية الأطر المؤسسية حول العالم لتعزيز حقوق الإنسان وأنظمة حماية المدافعين عن حقوق الإنسان وسيادة القانون والاتصالات والتعاون بين الحكومات والمجتمع المدني.

لقد كان شرفا لي على مدار ما يقرب من أربع سنوات عشت فيها في الجزائر مقابلة إعلاميين رائعين، وفاعلين في المجتمع المدني، وقادة حكوميين، وشباب من النساء والرجال الجزائريين الذين سيتحملون يومًا ما المسؤوليات التي نتحملها اليوم

لقد أوضح الرئيس بايدن، أنه مع شركائنا وحلفائنا، عبر المنتديات المتعددة الأطراف وفي جميع أنحاء العالم، يجب أن ندعو جميع الدول إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز احترام حقوق الإنسان، وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، و النشطاء المدنيين المتواجدين على الخطوط الأمامية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. يجب على جميع الحكومات، بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة، حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأفراد الخاضعين لسلطتها. إن هذا المفهوم أساسي، لكن يجب أن نكرره باستمرار. إن احترام حقوق الإنسان للأفراد داخل الدول هو عنصر أساسي للسلام الدائم والازدهار بين الدول.

كما أغتنم هذه المناسبة لأهنئ الجزائر على انتخابها عضوا في  مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. إنه لشرف كبير أن يتم انتخاب الجزائر ومسئولية مهمة.

لقد كان شرفا لي على مدار ما يقرب من أربع سنوات عشت فيها في الجزائر مقابلة إعلاميين رائعين، وفاعلين في المجتمع المدني، وقادة حكوميين، وشباب من النساء والرجال الجزائريين الذين سيتحملون يومًا ما المسؤوليات التي نتحملها اليوم. في يوم حقوق الإنسان هذا، أدعو زملائي أصحاب النوايا الحسنة – الأمريكيين والجزائريين والدوليين – إلى التأمل و مساءلة أنفسنا عما إذا كنا نفعل ما يكفي لاحترام وتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع.