مدير التلفزيون العمومي ووزير الاتصال يصنعان الجدل بعد تسريب محادثات نُسبت لهما مع المدعو "يعقوب بلحسيني" - Radio M

Radio M

مدير التلفزيون العمومي ووزير الاتصال يصنعان الجدل بعد تسريب محادثات نُسبت لهما مع المدعو “يعقوب بلحسيني”

Rédaction | 04/11/22 12:11

مدير التلفزيون العمومي ووزير الاتصال يصنعان الجدل بعد تسريب محادثات نُسبت لهما مع المدعو “يعقوب بلحسيني”

صنع التلفزيون العمومي الجزائري الجدل وبات محلّ سخرية على مواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة الأخيرة، بعد نشره لخبر عاجلٍ يتعلّق بإلقاء القبض على المدعو “يعقوب بلحسيني” المتهم في قضايا النصب والاحتيال من قبل السلطات الأمنية القبرصية ونظيرتها الجزائرية في حين أنّ الخبر لا أساس له من الصحة.

وكان “يعقوب بلحسيني” مصدر خبر “اعتقاله” بعد أن تواصل مع المدير العام للتلفزيون كما كان وراء تكذيب الخبر بعد ،تواصله أيضًا مع وزير الاتصال محمد بوسليماني، بحسب المُدوّن على اليوتوب السعيد بن سديرة.

ويعتبر الشاب ذو الـ 22 ربيعًا أنّ ما يقوم به دليل على “قوته وضعف تلك الشخصيات”.

حيثيات القضية

القضية تعود إلى تاريخ 26 أكتوبر المنصرم، أين بثّ التلفزيون العمومي الجزائري على شريط العاجل ونشرة الأخبار خبر إلقاء القبض على المدعو “يعقوب بلحسيني” المتهم في قضايا “نصب واحتيال” من خلال عملية مُشتركة بين السلطات الأمنية القبرصية ونظيرتها الجزائرية.
وتناقل الخبر عدد كبير من وسائلِ الإعلام في الجزائر، باعتبار أنّ مؤسسة التلفزيون الجزائري مؤسسة رسمية.
ولم تمرّ ساعات حتى حذفت المؤسسة الرسمية الخبر دون أن تُقدّم توضيحاتٍ للرأي العام، ليتبيّن بعدها أنّ الحادثة تكادُ تُشبه قصص أفلام “هوليوود”.
على حسب ما تداوله المونون و المدعو “يعقوب بلحسيني”, هذا الأخير هو نفسه من “تواصل مع المسؤول الأوّل عن التلفزيون العمومي مُتقمّصا صفة مسؤول في الأمن العسكري وأطلعه بخبر اعتقاله”، وبنفس الصفة “عاود الاتصال بمؤسسة رسمية أخرى لتكذيب خبر اعتقاله”، بحسب المدوّن سعيد بن سديرة.

المُدوّن بن سديرة ينشر محادثة واتساب بين “بلحسيني” ومدير التلفزيون

تفاصيل هذه القضية الشبيهة بأفلام “هوليوود” كشفها المُدوّن السعيد بن سديرة في بثٍّ مباشر مساء أمس الخميس على قناته بموقع يوتوب.
قال السعيد بن سديرة إنّه تواصل شخصيًا مع المدعو “يعقوب بلحسيني” الذي أطلعه بحيثيات القضية وزوّده بصور محادثة مع المدير العام للتلفزيون العمومي الجزائري شعبان لونكال عبر تطبيق واتساب، إلى جانب مكالمة هاتفية دارت بين الشاب ذو الـ 22 ربيعًا ووزير الاتصال الحالي محمد بوسليماني.


ونشر بن سديرة المحادثة التي دارت بين “بلحسيني” وشعبان لونكال، وهي عبارة على رسالة عبر تطبيق واتساب في شكل بيانٍ “رسمي” من المديرية المركزية لأمن الجيش مُوقّعة باسم “اللواء شويطر”، ويتضمّن هذا “البيان” خبر “اعتقال بلحسيني في عملية مشتركة بين السلطات الأمنية القبرصية ونظيرتها الجزائرية، وقرار ترحيله إلى الأراضي الجزائرية في طائرة خاصة تحت حراسة مُشدّدة”.


لم يكتفِ الشاب “يعقوب بلحسيني” بإرسال “نص بيان” بل طالب مدير التلفزيون العمومي الجزائري بإنزال الخبر على شريط العاجل وتكليف صحفي بالتنقّل إلى مطار الجزائر من أجل تغطية الحدث.
الغريب بحسب ما جاء في الرسالة النصية بين “بلحسيني” وشعبان لونكال أنّ هذا الأخير إضافة إلى تنزيل الخبر دون التأكّد من صحته، زوّد “يعقوب بلحسيني” برقم الصحفية التي ستُكلّف بمهمة تغطية ترحيل “الموقوف” إلى الجزائر، على أساس أنّه يتواصلُ مع لواء في المديرية المركزية لأمن الجيش.

المدعو “بلحسيني” يُكلّم وزير الاتصال

وبحسب البثّ المباشر للمُدوّن بن سديرة، لم يكتفِ “يعقوب بلحساني” من التلاعب بالمدير العام للتلفزيون العمومي الجزائري، بل تواصل مع وزير الاتصال الحالي محمد بوسليماني وطالبه بحذف الخبر من التلفزيون الجزائري “فورًا”.
في المكالمة التي نُسبت لوزير الاتصال مع الشاب ذو الـ 22 ربيعًا، يُقدّم “بلحسيني” نفسه أيضًا بـ “اللواء شويطر” ويستفسر عن الخبر الذي بثّته مؤسسة التلفزيون الرسمية، يُخبره الوزير أنّه قرأ الخبر الآن بحكم أنّه كان في اجتماع الحكومة.
وفي جزءٍ ثاني من فيلم “هوليوودي” يحاولُ “يعقوب بلحسيني” ايهام بوسليماني أنّه على دراية بالإجتماع الحكومي بعد تواصله مع الوزير الأوّل، كما يوهمه بأنّ مدير ديوان الرئاسة يتصلّ به الآن ويرفض استقبال مكالمته.
كذلك، يُخبر بوسليماني “يعقوب بلحسيني” -على أساس أنّه يخاطب “اللواء شويطر”- بأنّه تواصل مع شعبان لونكال الذي أطلعه أنّه تلقّى بيانًا يجهل مصدره.
وقال المدوّن السعيد بن سديرة إنّ المكالمة بين “يعقوب بلحسيني” ووزير الاتصال طويلة.

ما يقوم به “بلحسيني” ليس وليد اليوم

ما يقوم به المدعو “يعقوب بوسليماني” ليس وليد اليوم، بل سبق وأنّ تلاعب بمؤسسة تلفزيونية أخرى استضافته عبر مكالمة هاتفية وقدّمته على أساس مستشار للجزائر في الأمم المتحدة.
وقدّمت وسيلة إعلامية “يعقوب بلحسيني” على أساس أنّه مقيم في واشنطن ويشغل منصب مستشار خاص معني بالأمن والسياسة الخارجية على مستوى دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما تلاعب بوزراء سابقين وشخصيات سياسية ودبلوماسية، بحسب بيانٍ لوكالة الأنباء الرسمية.

تحقيقات قضائية حول الشاب ذو الـ 22 ربيعًا

بتاريخ 12 سبتمبر 2022، نشرت وكالة الأنباء الرسمية خبرًا مفاده أنّ “المدعو بلحاسني يعقوب المتابع قضائيا لضلوعه في قضايا نصب و احتيال خطيرة استهدفت وزراء سابقين وشخصيات سياسية ودبلوماسية، يُواصلُ في ممارساته الاجرامية انطلاقا من اليونان التي التحق بها بطريقة غير شرعية”.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إنّ “تحقيقات قضائية تم اطلاقها حول ممارسات هذا الشخص البالغ من العمر 22 سنة المنحدر من ولاية تيبازة ومسبوق قضائيا، وينتحل صفات نظامية في انتظار ترحيله إلى الجزائر”.

بلحسيني: أنا القويّ وهم الضعفاء
ووصف جزائريون مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي ما طال مؤسسة التلفزيون الجزائري بالفضيحة، وباتت محلّ سخرية لدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي.
في وقتٍ لم تُقدّم فيه هذه المؤسسة الرسمية توضيحات عن خلفية الحادثة أو اعتذارًا للرأي العام.
وسأل السعيد بن سديرة المدعو “يعقوب بلحسيني” في نفس البثّ المباشر، هل ما يقوم به دليلٌ على قوتّه أم دليل على ضعف الوزير ومدير التلفزيون، وأجاب “بلحسيني” : “أنا القوي وهم الضعفاء”.