علي باى ناصري، مستشار في التجارة الدولية: " المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر لم تحقق الأهداف المتفق عليها" - Radio M

Radio M

علي باى ناصري، مستشار في التجارة الدولية: ” المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر لم تحقق الأهداف المتفق عليها”

Radio M | 03/11/22 18:11

علي باى ناصري، مستشار في التجارة الدولية: ” المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر لم تحقق الأهداف المتفق عليها”

وضع الخبير المستشار في التجارة الدولية، السيد علي باى ناصرى، في هذه المقابلة ، تقييما سلبيا لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ويعتقد أن الأهداف التي وضعها رواد هذه الفكرة لم تحقق بعد

إن القمة العربية المنعقدة في الجزائر، تعيد إحياء فكرة التكتل الاقتصادي العربي المتين والفاعل، فما رأيك ؟

علي باى ناصرى: أنشأت الدول العربية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى بهدف تعزيز التبادل التجاري وبناء كتلة اقتصادية متجانسة على غرار الاتحاد الأوروبي . تضم هذه المنطقة حاليًا 19  

عضوًا، بما فيها الجزائر، وكانت فكرة بناء منطقة تجارية إقليمية مهمة بالنظر إلى التطورات الاقتصادية التي يمر بها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعد التعامل معا أكثر فاعلية وفائدة لدول المنطقة ومن الضروري لهذه  الدول أن تنشئ اتحادًا اقتصاديًا.

ما هي النتائج التي يمكن استخلاصها من 25 سنة مضت عن وجود هذه المنطقة؟

علي باى ناصرى:  يجدر القول بأن أهداف هذه المنضمة لم تحقق، لا يزال التبادل التجاري بين دول الأعضاء ضئيل للغاية،حيث يتوجه اقتصاد الدول الأعضاء عموما خارج هذه الكتلة، لنأخذ مثلا الجزائر، فإننا نلاحظ أن أعضاء الكتلة يشترون منا أشياء قليلة جدًا. على سبيل المثال، بلغ التبادل  التجاري بين الجزائر وأعضاء الكتلة 4.7 مليار دولار سنة 2021 وتمثل المحروقات  90٪ من صادراتنا إليها و تمثل الصادرات من الجزائر إلى هذه المنطقة أقل من 1٪ من واردات دول المنضمة باستثناء الجزائر. الأرقام  واضحة وتبين أن التكامل الاقتصادي المنشود إليه لم يتحقق.  مصر هي الدولة الوحيدة التي تستفيد نوعا ما من هذه المنطقة بصادرات  تفوق 4 مليارات دولار .

لماذا تعتقد أن الأهداف المنشودة لم تتحقق؟

علي باى ناصرى: هذا يتطلب أولا إرادة سياسية على أعلى المستويات القيادية لتحقيق اندماج اقتصادي ديناميكي. والافتقار في رؤية واضحة وإستراتيجية جيدة التحديد إلى عقدت الأمور في هذا المنطقة. ثم نضيف  إلى كل هذه العناصر عدم الانضباط وغياب الآليات الإلزامية التي تفرض على الدول الأعضاء بالوفاء  بتعهداتها.  أنشئ الاتحاد الأوروبي وكالات تلزم الدول الأعضاء باحترام تعهداتها ويمكن حتى أن تفرض عقوبات. فللأسف، لم تصل الكتلة العربية إلى هذا المستوى نضرا لنقص آلياتها التنظيمية والتخطيطية غير الفعالة، كما أن لنا مشكلة أخرى تتعلق بطبيعة اقتصاديات الدول الأعضاء.

ماذا تقصد بطبيعة اقتصاد الدول الأعضاء؟

علي باى ناصرى:  يشكل النسيج الصناعي للبلدان الأعضاء أيضا عائق لتنمية المنطقة. . باستثناء مصر، لا تمتلك باقي الدول ما يكفي من المنتجات للتصدير إلى المنطقة، باستثناء المحروقات. بمعنى آخر، ليس لدينا منتجات نتبادلها بيننا.