عائلات ومقرَّبو ضحايا العشرية السوداء يردّون على "اعتذار" دهينة - Radio M

Radio M

عائلات ومقرَّبو ضحايا العشرية السوداء يردّون على “اعتذار” دهينة

Radio M | 29/03/21 18:03

عائلات ومقرَّبو ضحايا العشرية السوداء يردّون على “اعتذار” دهينة

رفضت عائلات ومقرَّبو المثقّفين من ضحايا المُغتالين في فترة التسعينات، الإعتذار الذي قدّمه هذا الأسبوع القيادي في حركة رشاد مراد دهينة والذي يخص تصريحات له قبل 20 سنة.

في اتصال مع “راديو ام”، قدّم مهتمّون بقضايا العشرية السوداء رأيهم حول الموضوع.

اعتبرت عائلات ومقرّبو المثقّفين من ضحايا التسعينات تصريح مراد دهينة “لا حدث”. وكان دهينة قد صرح مؤخرا في فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “أنا أتفهم عائلات وأقارب المثقفين من ضحايا المغتالين… وإذا جرحهم ذلك التصريح فأنا أقدم اعتذاري لهم.”

وتعود حيثيات هذا التصريح لمقابلة صحفية تم بثها قبل حوالي 20 سنة، قال فيها القيادي في حركة رشاد: “فليكن لهؤلاء المفكّرين اليساريين الشجاعة لتحمُّل مسؤولية أفعالهم، و ليعترفوا أنهم خاضوا حربا دفع البعض منهم ثمنها. إذا أرادوا أن يجعلوا منهم شهداء لهم فليفعلوا ذلك”.

وفي السياق علّقت نبيلة عبادة إبنة الصحفي المغتال في التسعينات، مصطفى عبادة، على هذا “الاعتذار” مُصرِّحة أنه “لاحدث” بالنسبة لها.

من جهته اعتبر المحامي ورئيس جمعية “صمود” عدلان بوشعيب وإبن أحد ضحايا الإرهاب، أن مراد دهينة، “لايزال متمسّكا بنفس الموقف ولايزال يشكك أن الاسلاميين والإرهابيين لم يقتلوا الجزائريين لذلك لايمكن اعتبار ماقاله دهينة اعتذارا، لأنه يفتقد للدقة”.

وعلّقت الاعلاميّة ليلى مُكْري المهتمة بمواضيع العشرية السوداء: “تمنّيتُ -شخصيّا- لو تفادى السيد مراد دهينة استعماله لفظ “تدّعي” حين تحدث عن عائلات ضحايا الارهاب، لأن عائلات الضحايا لا تدّعي كون أفراد من عائلاتهم تم اغتيالهم من طرف جماعات اسلامية مسلحة. لا، هناك عائلات بأكملها تعرف حتى هوية الأشخاص المسلحين الذين قاموا باغتيال أهاليهم”.

الاعتذار مهم ومعرفة الحقيقة أهم!

يرى عديد المراقبيين أن ميثاق السلم و المصالحة الوطنية يُعتبر هروبا إلى الأمام ومحاولة لفرض النسيان على الجزائرين.

وفي سياق متّصل قالت ليلى مكري أن “ماذكره السيد مراد دهينة حول قانون المصالحة الوطنية الذي كرّس مبدأ النسيان واللّاعقاب فهو محق في ذلك، وكوني اشتغلت كثيرا حول ملف الاختفاء القسري بأمريكا اللاتينية والمغرب ولبنان والجزائر فهذا ماجعلني أنتقد شخصيا تلك المصالحة التي ضربت عرض الحائط كل المبادئ الانسانية وحتى المواثيق الدولية التي صادقت عليها الجزائر”.

وأضافت ليلى مكري: “نعم، الاعتذار يجب أن يكون من الطرفين اللّذين تنازعا على السلطة إبّان حقبة التسعينيات ولا يحق لأحد أن يُجرم طرفا على حساب آخر. كل الضحايا من حقهم أن يعرفوا الحقيقة فيما يخص الاغتيالات والاختفاءات القسرية وكل الضحايا يعيشون مأساة حقيقية ويعملون من أجل الذاكرة كي لا تنسى الأجيال القادمة ما حصل في جزائر ما بعد الاستقلال وكي لا تتكرر المأساة”.

كما صرح المحامي والحقوقي عبد الغاني بادي لراديو أم ” إن العدالة الانتقالية في كثير من الدول التي عرفت حروبا أهلية، ركزت على الاعتراف والاعتذار.” مضيفا: “أعتقد بأن تصريح مراد دهينة في الاعتراف والاعتذار يمكن أن يشجع جميع من تورط بشكل أو بآخر للمضي قدما نحو تكريس ولو خطوات أولى لتحقيق مبادئ العدالة الانتقالية قبل أن نلتزم جميعا بقواعدها في ظل ظروف سياسية أخرى “.

وأكدت محدثتُنا ليلى مكري : “جميل أن يقوم طرف بالاعتذار للضحية ولعائلات الضحايا وسيكون أجمل حين يقوم الطرف المقابل أيضا -وهنا أقصد طبعا النظام بأكمله- بطلب الاعتذار لضحاياه، مادامت مجازر التسعينات لم تدلِ بكل أسرارها فمستحيل أن نبني وطننا على أسس صحيحة لأننا سنبقى دائما نجرّم هذا الطرف أو ذاك. الحقيقة والعدالة تعنيان الاحترام وعدم الإقصاء والشفافية وهنا تأتي المصالحة”.