صحفيون سجناء أو على عتبة الفقر: تمويل "شبه صحافة" لمنع وجود صحافة حقيقية إنتحار جماعي - Radio M

Radio M

صحفيون سجناء أو على عتبة الفقر: تمويل “شبه صحافة” لمنع وجود صحافة حقيقية إنتحار جماعي

Radio M | 17/09/22 16:09

صحفيون سجناء أو على عتبة الفقر: تمويل “شبه صحافة” لمنع وجود صحافة حقيقية إنتحار جماعي

“هل هناك دولة في العالم بحجم الجزائر لديها 180 جريدة يومية وما يقارب 8500 صحفي، فضلا عن تدعيم ورق الطباعة من طرف الدولة …” هذه العبارة رددها الرئيس عبد المجيد تبون في العديد من المناسبات: في لقاءاته الصحفية الدورية وفي خطاباته المختلفة

لكن التصريح الأخير لمدير عام شركة الطباعة للجزائر، إسماعيل حملاجي، يمحي هذه القناعة التي أراد تبون تكريسها، حيث قدم أرقاما تكشف أن ال180 صحيفة يومية ليست مؤشرا عن تطور الصحافة الجزائرية وعن درجة إحترام حرية التعبير، بل العكس تماما هو الحاصل.

المدير قدر أن ديون الجرائد لدى المطبعة التي يسيرها 220 مليار سنتيم، وأن 94 بالمائة من الجرائد تسحب ألفي نسخة فقط وهو ما لا يسمح للشركة بتحقيق أرباح.  اقتصاديا إذن قطاع الاعلام في الجزائر خاسر على طول الخط والسلطات عاجزة عن إيجاد نموذج إقتصادي يسمح بإنقاذ المئات المؤسسات الفاعلة فيه، من عناوين صحفية وقنوات تلفزيونية ومؤسسات توزيع وطباعة… وهي في نفس الوقت تحاصر المؤسسات الاعلامية التي تحاول التحرر من التبعية للتمويل العمومي، كما تحاصر الصحفيين الذين يحاولون التحرر في خطهم الافتتاحي من مصادر الخبر الرسمية التي لا تقدم الأخبار، بل تخفيها

أما من حيث التأثير على الرأي العام، فرقم 94 بالمائة من العناوين التي تسحب 2000 نسخة، مؤشر على أن السياسة الحكومية في مجال تمويل قطاع الاعلام، موجهة أساسا نحو محاربة التعبير وليس لخدمة حرية التعبير. وإذا كان سحب الصحف وديونها “لا يسمح للمطابع بتحقيق الأرباح” فحتما هناك آلاف العمال في هذه المؤسسات المطبعية يواجهون صعوبات في تلقي رواتبهم في آخر الشهر.

أما ال8500 صحفي الذين تشغلهم صحف مدينة بمئات الملايير للمطابع وسحبها لا يتعدى 2000 نسخة، فواضح أن وضعهم الاجتماعي هو الأسوأ في محيطنا القريب، أي الفضاء المغاربي على الأقل، زيادة على تعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي بالصحفي إلى السجن

بإختصار إذن، الجزائر لم تعد لديها صحافة، و ما هو موجود من عناوين صحفية وقنوات تلفزيونية وإذاعية… ما هو “شبه صحافة” مهمتها إيهام الرأي العام بوجود “شبه سياسة” و”شبه إقتصاد” و”شبه رياضة” و”شبه ثقافة”…  ا

محمد إ