تقارب جزائري- إيطالي لافت يُعيد ترتيب موازين الحلفاء - Radio M

Radio M

تقارب جزائري- إيطالي لافت يُعيد ترتيب موازين الحلفاء

Radio M | 07/12/20 12:12

تقارب جزائري- إيطالي لافت يُعيد ترتيب موازين الحلفاء

لم يعُد التقارب الجزائري- الإيطالي يقتصر على زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين من حين لآخر للتباحث حول ملف الهجرة غير الشرعية “الحرقة”.

إنما تعدَاهُ لإبرام شراكات قوية أحيت نقاشات مُستفيضة حول مستقبل وآفاق التعاون، في عالم يشّهَد تحَالفات جديدة وتحولاً مُتسارعاً في العلاقات الدولية.

وخلال أقل من سنة، حَلّ وزير خارجية إيطاليا، لويجي دي مايو، بالجزائر، في زيارتين طغاَ عليهما الحديث عن اتفاق تنويع التعاون وتوسيعه ليشمل قطاعات أخرى غير المحروقات. في السياق، ووقعت الجزائر وإيطاليا يوم السبت (5 ديسمبر2020) بالجزائر العاصمة، مُذكرة تفاهم لحوار الاستراتيجي حول العلاقات الثنائية والمسائل السياسية والأمن الشامل.

تم الإمضاء على الوثيقة من طرف وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم و وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الايطاليي لويجي دي مايو. وفي تصريح للصحافة أكد بوقادوم أن العلاقات بين الجزائر وايطاليا علاقات “خاصة مدعوة للتطور أكثر”، ما أعطى الانطباع حول تغير في توجهات الجزائر الخارجية.

بوقادوم أوضح أنّ محادثته مع نظيره الايطالي تمحورت حول “سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي” مشيراً إلى اتفاق بين البلدين على اعادة بعث الحوار الثنائي والتعاون من أجل “تطوير شراكة حقيقية”.

كما أبرز الوزير “تطابق وجهات النظر” بين الجزائر وايطاليا حول جملة من القضايا الجهوية لاسيما ليبيا ومالي وكذا حول المسائل التي تخص حوض المتوسط.

ومن جانبه شدد رئيس الديبلوماسية الايطالية لويجي دي مايو على الطابع “الاستراتيجي” للعلاقات الجزائرية – الايطالية التي دعا إلى “تعزيزها في مواجهة التحديات الجهوية” المطروحة أمام البلدين. في السياق، اعتبر الدبلوماسي الإيطالي، أن توقيع مذكرة التفاهم للحوار الاستراتيجي تؤكد “التزام” البلدين بالعمل على تطوير التعاون الثنائي مشيرا إلى عزمهما على تنظيم قمة ما بين الحكومتين ومنتدى اقتصادي خلال سنة 2021.

استنادا على ذلك، قال دي مايو إن الجزائر و ايطاليا تمكنتا من تطوير “شراكة صلبة” في القطاعين الاقتصادي والتجاري” مذكرا بأنه في سنة 2019 “كانت الجزائر أول شريك لإيطاليا في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا وايطاليا ثالث شريك بالنسبة للجزائر”.

وأعرب عن أمل بلاده في تنويع التعاون مع الجزائر في ميادين أخرى، مثل الهياكل القاعدية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والابتكار التكنولوجي والطاقة والصناعات الزراعية والاتصالات السلكية واللاسلكية.

يشار إلى أنه في 23 سبتمبر الفائت، أعلنت الجزائر وإيطاليا، إطلاق مفاوضات رسمية لترسيم حدودهما المشتركة في البحر الأبيض المتوسط. جاء ذلك خلال زيارة قام بها وكيل وزارة الخارجية الإيطالية، مانليو دي ستيفانو، إلى الجزائر لبحث التعاون بين البلدين. وفي وقت سابق، اعتبر وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، أن من يروج لوجود مشكلة بين البلدين بسبب الحدود البحرية هي “أحزاب يمينية متطرفة داخل البرلمان الإيطالي، وذلك لأغراض حزبية وشخصية”.

ويرى متابعون للشأن السياسي أنّ تقارب الجزائر من إيطاليا، يندرج ضمن رغبة الأولى في تقوية علاقتها مع شركائها خارج الشراكة التقليدية على غرار روسيا والصين وتركيا والسعودية، في وقت تسعى روما إلى استغلال الظرف الذي تمر به العلاقات الجزائرية – الفرنسية، وهو ما يجعلها تطرح نفسها كبديل أوروبي استراتيجي مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، وهو الأمر الذي لا يزعج الجزائر مادامت رُوما من الدول التي لا يهمها التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر.