بين 2018 و2019 إلى 2021 : إحصائيات "مُثيرة " للحراقة الجزائريين المتوجهين إلى إسبانيا - Radio M

Radio M

بين 2018 و2019 إلى 2021 : إحصائيات “مُثيرة ” للحراقة الجزائريين المتوجهين إلى إسبانيا

كنزة خاطو | 19/06/22 12:06

بين 2018 و2019 إلى 2021 : إحصائيات “مُثيرة ” للحراقة الجزائريين المتوجهين إلى إسبانيا

كنزة خاطو

كشف تقريرٌ حديث للشرطة الإسبانية، عن آخر إحصائيات توافد المهاجرين الجزائريين غير النظاميين إلى سواحل إسبانيا، مع مقارنة “مُثيرةٍ للاهتمام” بين سنة 2018 و2019 العام الذي عرفت فيه الجزائر الحراك الشعبي، حيث شهدت السنة تراجعًا قياسيًا في عدد “الحراقة” المتوجهين إلى مختلف سواحل إسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط.


سجّلت السلطات الأمنية الإسبانية، وصول 2713 مهاجرا جزائريا غير نظامي إلى سواحلها منذ مطلع جانفي 2022 إلى غاية 8 جوان الجاري، يتمركزون أساسًا في ألميريا بـ 1344 شخصا، ثمّ موريسيا بـ 615 شخصا، جزر البليار 429 شخصا، غرناطة 248 شخصا وأخيرًا 77 شخصًا في أليكانت.
وقالت الشرطة في تقريرها، إنّ إسبانيا سجّلت أعلى حصيلة قياسية سنة 2018 بتوافد 23 ألف و800 “حراق” جزائري إلى سواحلها، بزيادةٍ بلغت 153 بالمئة مقارنة بعام 2017.
والمثير للإهتمام، تراجع الأرقام بنسبة 46 بالمئة سنة 2019، وهي السنة التي عرفت فيها الجزائر الثورة الشعبية أو الحراك الشعبي.
حيث سجّلت إسبانيا خلال العام 2019 وصول 12857 “حراقا” جزائريا إلى سواحلها، مقارنة بـ قرابة الـ 24 ألف عام 2018، وفق التقرير الأمني.
هذه النسبة لم تدم طويلًا بحسب ذات المصدر، حيث عاودت الإرتفاع مع العام 2020، ووصل ما يُعادلُ 13660 مهاجرا جزائريا غير نظامي إلى سواحل إسبانيا، و14170 مهاجرا غير نظامي عام 2021.


لماذا غيّر الشباب رأيه بعد 2019 ؟
المقارنة بين عام 2018 وعام 2019 ثمّ السنتين التي تلهما، تضع علامات استفهامٍ كبيرة حول الأسباب التي ساهمت في عودة الظاهرة.
خاصة وأنّ تراجع الأرقام كان خلال الفترة التي عاشت فيها البلاد مسيرات الحراك الشعبي الذي أسقط خامسة بوتفليقة.
وراجت خلال تلك الفترة أنّ مسيرات الحراك أوقفت قوارب الموت، كما وثّقت عدسات الإعلام والإعلام البديل رفع شباب لـ “تيفو” بساحة موريس أودان بالعاصمة كتبوا عليه “ما نحرقوش للغربة، نحرقولكم راسكم” أي لا نغادر الجزائر عبر قوارب الحراقة بل نبقى هنا.


السلطات بكماء صماء عمياء أمام الظاهرة
على الرغم من الأرقام التي تُسجّل يوميًا حول توافد الحراقة الجزائريين إلى سواحل أوروبا، تبقى السلطات الجزائرية صماء بكماء عمياء أمام الظاهرة، في غياب خطابٍ رسمي يطرح الأسباب ويقترح الحلول.
في مارس من العام الجاري، صنعت السلطات المحلية في وهران الجدل بإقامتها جدار خرساني “شوّه” كورنيش الباهية بحسب السكان، من أجل “وضعٍ حدّ” لعبور الحراقة نحو الضفة الأخرى.
إلّا أنّ الجدار لم يفلح في كبح قواب الموت أو “البحث عن الحياة” كما يُطلق عليها البعض، بدليل أنّ المنظمات الحقوقية والسلطات الأمنية في أوروبا تواصل تسجيل توافدها.