يرى الصحفي المغربي المختص في شؤون الهجرة صلاح الدين المعيزي أنّ بناء حلم مغاربي وفتح الحدود وقنوات الحوار وبناء تعايش أكبر بين الشعوب المغاربية قد يضع حدّا لـ “حرقة” شباب المنطقة المغاربية والموت عند أبواب أوروبا.
أرجع الصحفي المغربي المختص في شؤون الهجرة صلاح الدين المعيزي تضاعف أرقام الهجرة غير النظامية أو “الحرقة” في المنطقة المغاربية بعد الثورات والحراك إلى “الإحباط الذي جعل الشباب لا يجدون مستقبلًا في بلدانهم، وصاروا يغادرونها بشتى الوسائل”.
وأضاف الصحفي في موقع “الناس” المختص في الهجرة صلاح الدين المعيزي في حوارٍ مع “راديو أم”، أنّ “الحرقة بالنسبة للشباب المغاربي اليوم، قد تكون رسالة إلى حكام هذه المنطقة والسياسات العمومية التي فشلت في المجتمع”.
وأكّد الصحفي أنّ هذه الظاهرة تحتاج إلى “نقاش داخلي في البلدان المغاربية حول سياساتنا بخصوص الديمقراطية وحرية الصحافة والتعبير وغيرها التي تركت الشباب يهاجر بطريقة غير نظامية”، مشيرًا إلى أنّه “لابدّ أيضًا من خلق حوار جدّي خارج البعد الكولونيالي والاستعماري الموجود حاليًا مع الاتحاد الأوروبي كبلدان إسبانيا وفرنسا وإيطاليا”.
وعن الحلول التي يراها مناسبة للحدّ من هذه الظاهرة في بلدان المغرب الكبير، يرى صلاح الدين المعيزي أنّ تحقيق الحلم المغاربي قد يكون سبيلًا لوقف الهجرة غير النظامية.
وقال المعيزي إنّ “شعوب البلدان المغاربية لا يتنقلون للأسف كثيرًا فيما بينهم مثلما هو الحال بالنسبة لشعوب منطقة غرب ووسط إفريقيا، بسبب الحدود المغلقة”.
وأشار الصحفي المختص في شؤون الهجرة إلى أنّ “الشباب المغربي مثلًا يُمكنه العمل في الجزائر وتونس وليبيا ومصر إلّا أنّ ظروف التنقّل بين هذه الدول صعبة”، مؤكّدا: “أظن أنّ أوّل وجهة للعمل بالنسبة للشباب المغاربي هي بلدان المغرب الكبير خاصة وأنّ الظروف الإنسانية ستكون أحسن”.
وأضاف صلاح الدين المعيزي أنّ “يُمكن للشباب المغاربي التنقل في منطقتهم أوّلًا مثلما يفعل العمال المهاجرون لبدان غرب إفريقيا، إلّا أنّ الوضعية صعبة نظرًا للمشاكل السياسية والحدود المغلقة”.
وشدّد المعيزي بالقول: “نحن شعوب المنطقة المغاربية لا نتنقّل بيننا للأسف بالرغم الطاقات الموجودة التي يمكن استغلالها”، مبرزًا: “لا نحتاج لرؤية أبناء الدول المغاربية يموتون في أبواب أوروبا بسبب توقهم إلى حلم أوروبي، بينما هناك حلم مغاربي يجب أن نبنيه يومًا ما، الأمر صعب لكنّ قد يكون الحلّ لهذا يجب فتح الحدود وقنوات تواصل أكثر وبناء تعايش أكبر بين الشعوب المغاربية”.
