الشرطة والمحامون الإسبان يستنكران: "حراقة" جزائريون يعانون وسط النفايات والجرذان.. وخرق لحقوق الإنسان - Radio M

Radio M

الشرطة والمحامون الإسبان يستنكران: “حراقة” جزائريون يعانون وسط النفايات والجرذان.. وخرق لحقوق الإنسان

كنزة خاطو | 01/08/22 21:08

الشرطة والمحامون الإسبان يستنكران: “حراقة” جزائريون يعانون وسط النفايات والجرذان.. وخرق لحقوق الإنسان

كنزة خاطو
يُعاني “حراقة” جزائريون في مراكز لجوء بمدينة قرطاجنة (كارتاخينا) جنوب إسبانيا، من ظروف غير إنسانية وأوضاع غير صحية إلى جانب خرقٍ لحقوق الإنسان.
في وقتٍ يتوافد مئات الحراقة المهاجرين غير النظاميين إلى السواحل الإسبانية، خاصة في هذه الفترة التي تُعرف باستقرار البحر.


الشرطة الإسبانية تُندّد من الظروف غير الصحية التي يعاني منها “الحراقة”
ندّدت الشرطة الإسبانية المُكلّفة بحراسة أزيد من 100 مهاجر غير نظامي جزائري متواجدون في مُخيّمات احتجاز بميناء إيسكومبريراس جنوب إسبانيا، من الظروف غير الصحية التي يعاني منها “الحراقة”.
وقالت نقابة الشرطة الإسبانية، وفق ما نقله موقع “لا فيريداد”، إنّ المكان يعجّ بحاويات مليئة بالقمامة، بالإضافة إلى الملابس المتسخة والبلاستيك والورق والكرتون وبقايا النفايات العضوية في كل ركن من أركان المركز.
واستنكرت الشرطة عدم توفير أدنى شروط النظافة، بحيث أنّ الأوضاع باتت مرتعًا للفئران، مشيرة إلى أنّه ” قبل شهر، عض جرذٌ وجه مهاجر جزائري كان نائمًا على الأرض داخل إحدى الخيام بالمركز”.
وأضافت ذات الجهة الأمنية أنّ “الفئران دخلت الأسبوع الماضي إلى الكشك الذي يشغله رجال الشرطة وقضمت الطعام الذي كان مخصصًا لتوزيعه على المهاجرين”.
كما أبرزت الشرطة الإسبانية أنّ المهاجرين غير النظاميين يغتسلون بواسطة خرطوم مياه فقط وعلى الهواء الطلق، الأمر الذي جعل المياه تتكدّس على الرصيف، ممّا تسبب في تكاثر البعوض أيضًا.

نقابة المحامين الإسبان تطالبُ بتوفير الكرامة المُهاجرين
من جهتها ندّدت نقابة المحامين في قرطاجنة بالظروف والوسائل غير المستقرة في المركز الذي يأوي المهاجرين غير النظاميين أغلبيتهم العظمى جزائريين .
وقال المحامون في بيانٍ لهم اطّلع “راديو أم” على نسخةٍ منه، إنّهم “يفتقرون لمساحةٍ داخل هذه المراكز لمقابلة المهاجرين غير النظاميين، الأمر الذي يضعف ويهدد حق الدفاع الذي يحمي هؤلاء المهاجرين، كأشخاص محرومين من حريتهم”.
كمّا ندّدت النقابة من غياب ظروف السلامة والصحة، مُشدّدة بالقول: “والأخطر من ذلك، هناك نقصًا واضحًا في خدمات الترجمة الشفوية للمقابلات مع المهاجرين”.
وطابت نقابة المحامين بوضع جميع الوسائل اللازمة حتى يكون لهؤلاء الأشخاص الحق في الحصول على مترجم يحميهم القانون.

“الحراقة” يعيشون في ظروف سيئة
كذلك، نقل موقع “المهاجر نيوز” أنّ حوالي 100 مهاجر يعيشون في هذا المُخيّم الذي أقامته السلطات المحلية في ظروف سيئة، حيث يتكدس الوافدون الجدد، بمن فيهم النساء والأطفال الصغار وكذلك القصر، في خيام بيضاء كبيرة وينامون على أسرّة غير ملائمةوسط درجات الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 40 درجة.
وأضاف الموقع أنّ الخيم خانقة وغير ملائمة في فصل الصيف الأندلسي الحار، مشيرةً: ” أما في الخارج، فيحاول المهاجرون حماية أنفسهم من أشعة الشمس من خلال الوقوف تحت ظلال الجدران”.
تم تركيب مراحيض مؤقته في المخيم، لكن المهاجرين لا يمكنهم الوصول إلى أماكن الاغتسال، وينظفون أنفسهم بمساعدة خرطوم مياه.

الحكومة الإسبانية تُقرّر فتح مركز احتجاز آخر
ونقل موقع “لا فيريداد” كذلك، خبرًا مفاده أنّ الحكومة الإسبانية قرّرت فتح مركز احتجاز الأجانب بسبب الوضع غير المستقر للمهاجرين في مخيم ميناء إيسكومبريراس بقرطاجنة.
وقال الموقع إنّ الحكومة ترى أنّ فتح المركز يمثل حالة طارئة وأن استمرار وصول القوارب الصغيرة يجعل ذلك ضروريًا.

الوضع قد يتعقّد بسبب إنقلاب موقف حكومة سانشيز من الصحراء الغربية
تشيرُ الإحصائيات الأخيرة وصول 2713 مهاجرا جزائريا غير نظامي إلى سواحل إسبانيا منذ مطلع جانفي 2022 إلى غاية 8 جوان 2022، يتمركزون أساسًا في ألميريا بـ 1344 شخصا، ثمّ موريسيا بـ 615 شخصا، جزر البليار 429 شخصا، غرناطة 248 شخصا وأخيرًا 77 شخصًا في أليكانت.
وسجّلت السواحل الإسبانية توافد مئات الحراقة خلال شهر جويلية المنصرم، بسبب فترة يعرف فيها البحر هدوء واستقرار أو ما يُطلق عليه الشباب “لا كالما”.
وأعربت مراكز احتجاز المهاجرين غير النظاميين بإسبانيا عن تخوّفها من « غزوٍ » يطال السواحل الإسبانية من طرف « الحراقة » القادمين من الجزائر، بعد تعليق هذه الأخيرة لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار على خلفية إنقلاب رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز من موقف بلاده من ملف الصحراء الغربية.
وأبرز تقرير أمني إسباني أنّه منذ أن سحبت الجزائر سفيرها في مدريد في 19 مارس الماضي، توقفت عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين التي تتم أسبوعيا، الأمر الذي سيزداد تعقيدًا بعد تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار من طرف الجزائر.