الإعلام العُمومي والخَاص يتجاهل مَسيرة خراطة: التعتيم مُجدداً - Radio M

Radio M

الإعلام العُمومي والخَاص يتجاهل مَسيرة خراطة: التعتيم مُجدداً

Radio M | 16/02/21 22:02

الإعلام العُمومي والخَاص يتجاهل مَسيرة خراطة: التعتيم مُجدداً

بالرغم من المظاهرة الحاشدة التي شهدتها مدينة خراطة بولاية بجاية شرق الجزائر، اليوم الثلاثاء 16 فيفري، للمطالبة بـ “التغيير الجذري” وتحقيق “مطالب الحراك”، إلا أنّها لم تحظى بتغطية إعلامية من طرف القنوات العمومية والخاصة، واقتصر نقل مُجرياتها على المواقع الإلكترونية وصَفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت صور وفيديوهات مسيرة شعبية جابت شوارع مدينة خراطة في الولاية، بمشاركة نشطاء وحقوقيين وعدة مواطنين تنقلوا إلى المدينة، أين رفعوا شعارات الحراك الشعبي الذي عُلقت مسيراته في شهر مارس 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا.

ويوم 16 فبراير 2019، شهدت خراطة أولى المسيرات الشعبية ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، حيث رفع سكانها رايات سوداء تعبيراً عن حزنهم من الوضع العام في البلاد، وأدت تلك المسيرة إلى تشجيع الجزائريين على الخروج للشارع وكسر حاجز الخوف يوم الـ 22 من شهر فيفري 2019 وبدء حراكهم الشعبي الذي استمر لأكثر من عام كامل.

وتعقيباُ على تجاهل الإعلام لمظاهرة خراطة، كتب المحامي والناشط الحقوقي صالح عبد الرحمان “ممكن الصحافة لا تعرف مدينة خراطة لذلك لم تنقل ولم تهتم لما حدث اليوم فيها” وبشكل ساخر أضاف في منشور على حسابه في موقع فايسوك “خراطة بلدية بولاية بجاية تقع على بعد 60 كلم من عاصمة الولاية على الطريق الرابط بين مدينتي بجاية وسطيف وهي بجانب أكبر نفق في الجزائر (12 كلم) الكائن تحت سلسلة جبال البابور”.

على الجهة المقابلة، ذهب عدد من النشطاء إلى اعتبار أنّ الإعلام يواجه نفس المأزق الذي وقع فيه مع اندلاع الحراك في 22 فبراير 2019، حيث تخلف على نقل المسيرات المليونية، واكتفى بالتأكيد يومها على أنّ المحتجين يُطالبون بإصلاحات سياسية وليس رفض ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.

لكن مع إصرار المحتجين على النزول إلى الشارع بالملايين، اضطر الإعلام إلى نقل المسيرات والشعارات المرفوعة إلى غاية رحيل بوتفليقة من الحكم في الثاني من أفريل 2019، غير أنّ التغطية الإعلامية تراجعت بمجرد تصعيد المحتجين وتوجه السلطة الفعلية وقتها إلى تنظيم انتخابات رئاسية دعا إليها رئيس أركان الجيش الراحل القايد صالح.

وتعرض الإعلام الجزائري لعدة انتقادات من طرف الشارع، بسبب ما يقول المحتجون أنّه تنكر لمطالب الحراك ودعم لتوجّه السلطة، ما أدى إلى استقالة عدد من الصحافيين على خلفية الضغوطات التي واجهوها، وكذا بسبب مُطاردتهم من طرف بعض المحتجين الذين عبّروا عن غضبهم من وسائل الإعلام بالتعرض إلى الصحافيين.