الأفلان والأرندي غائبان عن الساحة: لماذا تعطلت الواجهة السياسية للسلطة عن العمل - Radio M

Radio M

الأفلان والأرندي غائبان عن الساحة: لماذا تعطلت الواجهة السياسية للسلطة عن العمل

Radio M | 08/11/22 20:11

الأفلان والأرندي غائبان عن الساحة: لماذا تعطلت الواجهة السياسية للسلطة  عن العمل

أين حزبا السلطة؟ ولماذا لا يحتلان الساحة السياسية في ظل القبضة الأمنية التي فرضتها السلطة على المعارضة ومنعها من أي نشاط؟

آخر ظهور إعلامي للتجمع الوطني الديمقراطي يعود لأول نوفمبر حيث أصدر بيانا هنأ فيه القادة العرب بعقد  القمة العربية في الجزائر.  كما ظهر الأمين العام للحزب لبضع ثواني عبر قناة النهار، بنفس المناسبة، معتبرا القمة العربية المنعقدة بالجزائر ستعيد النخوة العربية” ووضع هذه الجملة بالبنط العريض تحت صورته في لافتة نشرها على صفحة الحزب في فيسبوك

وقبلها أصدر الأرندي بيانا آخر يحيي فيه نجاح الانتخابات المحلية الجزئية في منطقة القبائل، وكان هذا منذ شهر. وحيى الحزب في نفس البيان نتائج مجلس الوزراء ودعا لتجسيد توجيهات رئيس الجمهورية… ولم ينس كذلك أن يحيي الجهود الجبارة للجيش الوطني الشعبي… ا

وليس من عادة الأرندي أن يختفي عن الساحة بهذا الشكل، أو ربما إحتلال أمينه العام السابق أحمد أويحيى الواجهة من موقعه كوزير أول، جعل الأرندي حاضرا دائما حتى عندما يغيب عن النشاط

أما بالنسبة للأفالان، فقد شرع في عملية إنتخاب مندوبي مؤتمره ال11، ووجه أمينه العامـ أبو الفضل بعجي، خطابا لمناضليه، قال لهم فيه أن هذا المؤتمر سيكون “فرصة كبرى لإعادة ترتيب البيت داخل الحزب حتى يواكب دوره الجديد”. ولم يحدد بعجي هذا الدور الجديد ولا تاريخ المؤتمر ال11 للأفالان، بل راح يشكر القادة العرب والرئيس عبد المجيد تبون وقيادة الجيش

بعجي إذن قالها صراحة، عكس طيب زيتوني، ينتظر أن يحدد له الدور الجديد الذي سيلعبه حزبه، لكنه لا يعرف من طرف من ولصالح من وماذا؟ عادة الأفلان يملك أوراق اللعبة في يده، كون أمينه العام يكون من المحيط المقرب مباشرة من الرئيس، سواء بموجب دستور الحزب الواحد، حين كان الشادلي بن جديد نفسه الأمين العام للحزب، أو حين كان بوتفليقة الرئيس الشرفي علنيا والرئيس الفعلي واقعيا. وزيادة على الأمين العام، فإن أغلب أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية إما وزراء أو رؤساء لجان برلمانية أو منتخبين محليين أو مدراء تنفيذيين… فكل هؤلاء كانوا مرتبطين مباشرة بمراكز القرار، ومهما بلغت حدة الصراعات بين أجنحة السلطة، يجد الأفلان نفسه دائما القوة السياسية الأولى في البلاد

بعد 22 فيفري 2019، غير الحراك الشعبي كل قواعد اللعبة السياسية، حيث ردد ملايين الجزائريين في الشارع شعار “أفلان ديغاج” دون أن يظهر أثرا لهذا الحزب، ليرد على هذا الشعار ويثبت وجوده في الميدان. وأكثر من ذلك ارتكبت قيادة الأفلان خطأ مساندة مرشح الأرندي للانتخابات الرئاسية، والمتمثل في عز الدين ميهوبي، وهذه سابقة في تاريخ الحزب الحاكم منذ الاستقلال. وخسارة عز الدين ميهوبي الانتخابات مؤشر كافي على أن الحزب الواحد سابقا لم يعد مقربا أو على دراية بما يدور في أعلى هرم السلطة من مخططات سياسية

وعكس المراحل السابقة من عمر النظام الجزائري، هذا الأخير لم تعد له سلطة الاختيار أن يزيح الأفلان أو يعيده إلى الواجهة، كونه اليوم بحاجة إلى حزب أو تجمع سياسي يعيد له قاعدته الشعبية التي أصبح الحراك الشعبي ينافسه عليها مهما كانت قدرة مصالح الأمن وجهاز القضاء على منع هذا الحراك من العودة في المظهر الذي عشناه طيلة ثلاث سنوات

فبينما ينتظر أبو الفضل بعجي أن تحدد له السلطة “دورا جديدا”، تكون السلطة بحاجة أن يبادر بعجي ويعطيها حلولا تخرجها من عزلتها التي جعلت الرئيس عبد المجيد تبون يعزف عن الخروج إلى الولايات بعد مرور أكثر من نصف عهدته. وإذا كان بعجي قد فشل في فرض نفسه في الواجهة السياسية، عكس أسلافه من مهري إلى جمال ولد عباس، مرورا ببن فليس وبلخادم، فإن الفريق الحاكم الحالي يخشى فتح الأبواب لخلافة بعجي، كون ذلك قد يؤدي آليا إلى خروج الأفلان من فلك تبون ويعيد الشهية لمن يريد خوض سباق الرئاسة في 2024 لاستعادة جهاز الأفلان

محمد إ