إستراتيجية بلماضي الاتصالية نجحت في إبعاد ضغط الصحفيين.. وماذا عن غضب الشعب - Radio M

Radio M

إستراتيجية بلماضي الاتصالية نجحت في إبعاد ضغط الصحفيين.. وماذا عن غضب الشعب

محمد إ | 25/09/22 17:09

إستراتيجية بلماضي الاتصالية نجحت في إبعاد ضغط الصحفيين.. وماذا عن غضب الشعب

ظهرت أولى نتائج التعامل السلبي مع أسئلة الصحفيين، في ندوة جمال بلماضي الأخيرة بعد مباراة المنتخب  الوطني ضد غينيا. الأسئلة المطروحة عليه ذهبت كلها في الاتجاه الذي كان يشترطه في كل مرة، أي البقاء في المجال التقني

من بين ملامح التوجيه المفروض على أسئلة الصحفيين في وهران، أن أحدهم عبر لبلماضي عن سعادته لكون مدرب الدحيل القطري سابقا، قد وافق على تجديد عقده مع المنتخب الوطني. ولم يبدي بلماضي أي إنزعاج لكون الصحفي عبر عن مشاعره ولم يطرح سؤلالا، بل راح يشكره لكون أعطاع “سبقا صحفيا”. وفي المقابل لم يتردد بلماضي في إعادة السؤال إلى الصحفي الذي سأله عن خروج اللاعبين في الشوط الأول عن الموضوع، حيث إعترض على عبارة “الخروج عن الموضوع” في البداية ثم ساله طأين سؤالك” في مرحلة ثانية

وطبعا إذا كان الصحفيون ملزمون بطرح أسئلة تقنية في كل المجالات، فستتحول الصحافة إلى مدرجات للمحاضرات الجامعية وليس إلى منابر لطرح المشاكل والأفكار والحلول ومناقشتها… ظرفيا بلماضي نجح في إبعاد الضغط على نفسه وإبعاد الجمهور الرياضي من الاطلاع على ما يجري في بيت المنتخب. لكن كرة القدم تختلف عن الاقتصاد والسياسة، أين تتأخر النتائج عن الظهور لسنوات طويلة، سواء كانت هذه النتائج إيجابية أو سلبية. في كرة القدم قد يكسب بلماضي الوقت الكافي لتحضير كأس إفريقيا القادمة. وربما سينجح، في ظل النظرية الاعلامية الجديدة التي بدأت في التطبيق مع الوزير الأسبق عمار بلحيمر، في قلب أي نتائج سلبية في كوت ديفوار إلى نتائج إيجابية وسيستمر في مهمته إلى غاية مونديال 2026

وقبل ذلك ستكون الجزائر قد مرت عليها الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2024 وتكون الحسابات السياسية قد تغيرت مهما كان إسم نزيل المرادية حينها. ومهما كان الحال الذي سيترك عليه نجم مرسيليا سابقا، المنتخب الوطني، فسيكون قد نجح في الانتقال من مدرب يستمد قوته والمساندة الشعبية، إلى مدرب معزول عن الشعب وواحد من رموز السلطة القائمة والفساد الذي تمثله

بلماضي دخل تاريخ الكرة الجزائرية من الباب الواسع حين إلتحق بالمنتخب الوطني وهو نجم من نجوم البطولة الفرنسية، كما دعم موقعه في قلوب الجزائريين حين ساير الانتفاضة الشعبية ورسم حدودا بينه وبين المسؤولين الجزائريين الذين كان المواطن ينادي كل جمعه برحيلهم جميعا. لكن الكشف عن قيمة راتب بلماضي الشهري مباشرة بعد نكسة ال”كان”، قلبت المعادلة ودخل إبن الضواحي الباريسية في صراع مع إتجاه الرياح السائدة في الجزائر. تلك الرياح التي تريد تغييرا جذريا في البلاد، تغييرا يشمل نظام الحكم وأساليب التسيير في كل القطاعات وأنماط التفكير في كل مجالات الحياة

فالظاهر أن بلماضي لم يفهم جيدا ما يريده الشعب الجزائري، وحتى عندما إمتلأت مدرجات ملعب ميلود هدفي بوهران، بمناسبة مباراة ودية وعشية مونديال نحن غير معنيين به، فسلوكه في المدرجات وطريقة إقتحامها تعبر عن الغضب الذي بداخله أكثر مما تعبر عن نجاح بلماضي أو من يساندون بقائه على رأس العارضة الفنية للمنتخب، في تنويمه

محمد إ