كنزة خاطو
أعربت مراكز احتجاز المهاجرين غير النظاميين بإسبانيا عن تخوّفها من “غزوٍ” يطال السواحل الإسبانية من طرف “الحراقة” القادمين من الجزائر، بعد تعليق هذه الأخيرة لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار على خلفية إنقلاب رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز من موقف بلاده من ملف الصحراء الغربية.
ونقلت وسائلُ إعلامٍ إسبانية أنّ مراكز احتجاز “الحراقة” بإسبانيا وجّهت تقريرًا لقوات الأمن من أجل الإستعداد لـ “غزوٍ” من المهاجرين غير النظاميين من الجزائر يفوق الـ 10 آلاف “حراق”، وهو العدد الذي استقبلته جزيرة سبتة العام الماضي من المغرب.
واعتبر التقرير أنّ تراجع العلاقات الجزائرية الإسبانية سيؤثر على عدد الحراقة إلى سواحل الأندلس، الوافدين على الطريق الجزائري الذي يربطه مع ألمريا ومورسيا وجزر البليار وأليكانت.
وأبرز التقرير أنّه منذ أن سحبت الجزائر سفيرها في مدريد في 19 مارس الماضي، توقفت عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين التي تتم أسبوعيا، الأمر الذي سيزداد تعقيدًا بعد تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار من طرف الجزائر.
ويبقى “الحراقة” الوافدين إلى إسبانيا عادةً في مراكز الاحتجاز من 20 إلى 60 يومًا كأقصى حدّ، قبل أن يُعاد ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية على غرار الجزائر.
ومع تعليق الجزائر معاهدة الصداقة مع إسبانيا، باتت قوات الأمن متخوّفة من مصير”الحراقة” الذين ستضطر مراكز الاحتجاز لإطلاق سراحهم بعد تجاوزِ المدّة القانونية للاحتجاز، وذلك لأنّ السلطات الجزائرية تمتنع عن التعاون مع نظيرتها الإسبانية في هذا الملف.
وقالت تقارير إعلامية إسبانية، إنّ قوات الأمن في الأندلس مُرتبكة كون استمرار تعليق العلاقات بين الجزائر وإسبانيا ، سيمنع ويُعقّد عملية إعادة ترحيل المهاجرين الجزائريين غير النظاميين إلى بلادهم..
في نفس الوقت، قال وزير الداخلية الإسبانية فرناندو غراندي مارلاسكا، يوم الخميس الماضي، إنّ « وزارته مقتنعة بأنّ الجزائر ستواصل التعاون في الشؤون الأمنية »، مشيرا إلى أنّ وصول المهاجرين غير النظاميين انخفض بنسبة 35٪ منذ بداية عام 2021 ».
وأكّد وزير الداخلية الإسباني أنّ الجزائر « شريك مهم جدّا » رغم « غضبها » من الدعم الإسباني لخطة المغرب الخاصة بالصحراء الغربية، مُبرزًا: « إننا نحافظ على علاقات شاملة مهمة للغاية ». ».
إسبانيا: مخاوف من توقّف عمليات ترحيل “الحراقة” بعد سحب سفير الجزائر وتعليق معاهدة الصداقة
Radio M | 12/06/22 14:06