منع نشطاء ومناضلين سياسيين من إحياء ذكرى 20 أوت وتخصيص المركز الدولي للمحاضرات لأحزاب وجمعيات تدعو للتلاحم الوطني معناه ما يلي :
أولا- السلطة لك تتجاوز بعد عقدة التمثيل الشعبي ولذلك مازال ظل الحراك الشعبي الذي توقف بقوة الوباء العالمي ثم بتوظيف جهاز القضاء، مازال يخيف السلطة. وعندما نسمع الرئيس يتحدث عن قصة الرئيس الشيلي سلفادور ألاندي ليفسر لنا أسباب إرتفاع أسعار اللوبية والعدس وغيرها من المواد والاجهزة… نفهم أن السلطة ليست لها حلول لاستعادة ثقة الشعب. ولذلك ستستمر في الهروب منه، وكلما أصرت السلطة على الهروب من الشعب ستجد نفسها بصدد إعادة إنتاج تلك الصور التي تسببت في الحراك الشعبي
ثانيا- حجة السلطة في منع النشاط السياسي المستقل عن أحزابها، تتمثل في الحفاظ على الوحدة الوطنية. لكن كل الأحزاب والجمعيات التي اجتمعت في نادي الصنوبر أمس تمثل الاقلية الساحقة، حسب الأرقام الرسمية لنتائج المواعيد الانتخابية التي تم تنظيمها منذ 2019 إلى اليوم.
والسؤال هنا، كيف يمكن للأقلية الساحقة أن تحمي الوحدة الوطنية من الأغلبية. طبعا الشباب الذين اعتقلوا في إيفري اليوم، لا يحملون أي شهادة تثبت أنهم يمثلون الأغلبية. لكن يحملون شهادات تسمح لهم بإحياء ذكرى 20 أوت، كون هذه الذكرى ترمز لعناد الشعب الجزائري وتصميمه على انتزاع حريته بكل الطرق. وإصرار شاب خرج من السجن منذ أيام قليلة على المغامرة بالعودة الى السجن، وحدها شهادة كافية ليكون هذا الشاب ممثلا لاغلبية الشعب الجزائري
ثالثا- لنترك المنطق والمبادئ السياسية جانبا، ولننظر إلى لغة موازين القوى، ماذا تقول عن الوضع الحالي؟
كل المؤشرات الداخلية والدولية، تقول أن السلطة في إنسداد تام، حيث تكاد تنتهي عهدة تبون، وعدنا إلى نفس السؤال الذي ظل يطرحها الجزائريون منذ 2003، ومفاده: هل سيترشح الرئيس أم لا يترشح؟ وهذا السؤال في حد ذاته يخفي الفشل الذي نعيشه منظومة الحكم في الجزائر، إذ نكاد نكون البلد الوحيد في العالم الذي لا يعرف من سيترشح للانتخابات قبل موعدها بسنة ولا شيئ يضمن في ظل المنظومة السياسية الجزائرية أن الانتخابات ستجري في موعدها دون تقديم ولا تأخير
وفي غياب ضمانات الانتقال السلمي والعادي للسلطة، فإن المنظومة السياسية الجزائرية تسير دائما نحو المجهول، وكلما زادت مساحة المجهول، كلما إضطرت السلطة للبحث عن معالم الطريق. وهذا ما حصل مع سعيد بوتفليقة الذي تحرك متأخرا للبحث عن مخرج لشقيقه.
معالم الطريق هذه المرة أوضح مقارنة بتلك المتوفرة قبل إعلان بوتفليقة الترشح لعهدة خامسة أو تمديد عهدته الرابعة بعامين، لكن بشرط أن لا يفقد هؤلاء الشباب الذين لا يخشون السجن، صبرهم
م. إوانوغن