حدث هذا في الندوة الصحفيةالمشتركة: هل يليق أن يعلق ماكرون على خطاب تبون - Radio M

Radio M

حدث هذا في الندوة الصحفيةالمشتركة: هل يليق أن يعلق ماكرون على خطاب تبون

Radio M | 26/08/22 08:08

حدث هذا في الندوة الصحفيةالمشتركة: هل يليق أن يعلق ماكرون على خطاب تبون

عادة ما يعقد رؤساء الدول ندوات صحفية مشتركة يعبر فيها كل رئيس عن مواقفه من مختلف الملفات والقضايا الراهنة، دون أن يلزم ما يقوله كل رئيس الرئيس الآخر

ما الدافع الذي جعل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إذن يعلق على تصريح نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، في ندوتهما الصحفية أمس؟ وهل يليق ذلك التعليق؟    ا

تناول ماكرون الكلمة بعد تبون وبدأها بالتعزية على أرواح ضحايا الحرائق التي شهدتها ولايات الشرق الجزائري هذه الصائفة، ثم واصل « السيد الرئيس، لقد قلتم كل شيئ بعبارات إخترتموها بعناية كبيرة. ولذلك سأحاول من جهتي أن أضع تدخلي على هامش ما قلتموه… » ا

إذا أردنا فهم دوافع هذه الخرجة الماكرونية، علينا أن نعود إلى تصريحه الذي أغضب السلطات الجزائرية سابقا، ومفاده أن « الرئيس تبون رهينة نظام سياسي عسكري متشدد ». ومهما كانت الاعتذارات الديبلوماسية التي قدمها ماكرون لإعادة المياه إلى مجاريها بين باريس والجزائر، فرأيه هذا مازال على حاله لأنه يعبر عما يدور في أعماق الرجل. تغيير هذا الرأي في أعماق ماكرون لن يحدث بغضب السلطات الجزائرية، بل سيتغير يوما ربما عندما يتغير الواقع الذي يصفه

وعليه، عندما يقول ماكرون لتبون أنه اختار عبارات خطابه بعناية، فهذا لا يعني أنه معجب بفصاحة تبون أو قوة الأسلوب الذي جاء فيه ذلك البيان الذي قرأه دون رفع رأسه للحظة قصيرة. بل ماكرون ذكر تبون بالجملة التي وصف بها النظام الجزائري سابقا، بأسلوب يجنبه الغصب، لكنه يفتح له المجال ليقول ما لا يستطيع تبون أن يقوله. وهذا ما يعنيه قوله « سأحاول من جهتي أن أضع تدخلي على هامش ما قلتموه »   ا

 ماكرون تطرق لمحادثاته مع تبون حول الحرب الاوكرانية مذكرا بالموقف المبدئي للجزائر المدافع دائما عن سيادة الدول. لكن الخلاف بين الرؤية الجزائرية والفرنسية لهذه الأزمة لا يخفى على الرأي العام. ولم يتطرق الرئيس الجزائري لهذه القضية في بيانه، بينما تجاهل ماكرون القضية الصحراوية أثناء حديثه عن القضايا الدولية والجهوية

خطأ في تسيير الندوة الصحفية

هل أخطأ الطرف الجزائري في تسيير هذه الندوة الصحفية؟ من الصعب الاقتناع أن ماكرون طلب إقصاء الصحفيين ومنعهم من طرح الأسئلة

أما الخطأ الأكبر فيتمثل في طريقة توزيع الكلمة. لأن الندوات الصحفية من هذا النوع يتداول فيها منشطيها على الكلمة، حيث يعبر كل رئيس على موقفه من مسألة محددة، ثم يمنح الكلمة لنظيره وهكذا

منح الكلمة لتبون الذي لا يملك نفس موهبة الخطابة مع ماكرون، ثم ترك هذا الأخير يصول ويجول أمام الكاميرات، دون أن يعقب تبون على القضايا الخلافية بين الطرفين، هو خطأ إتصالي إستراتيجي وقع فيه منظمو الندوة الصحفية

محمد. إ