تتواصلُ الاحتجاجات في إيران منذ أسبوعٍ، التي أشعلت شراراتها توقيف الشابة مهسا أميني من « شرطة الأخلاق » في طهران بسبب « ارتدائها لباسا غير محتشم » لتدخل في غيبوبة قبل أن تتوفى في ظروف لم تتضح بعد.
وردّد المتظاهرون منذ بداية الاحتجاجات « الموت للديكتاتور » و »نساء، حياة، حرية » و »لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة »، كما وثّقت أشرطة فيديو تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين نساء خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن إلى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق، بينما عمدت أخريات إلى قص شعورهن.
وقال الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، اليوم الجمعة، إنّ « السلطات ستفتح تحقيقا في وفاة الشابة مهسا أميني »، مُحذّرًا مما أطلق عليه « الفوضى غير المقبولة » بالبلاد.
وحذر الجيش الإيراني اليوم الجمعة من أنه « سيتصدى للأعداء » لضمان الأمن والسلام في البلاد، معتبرًا أنّ « هذه الأعمال اليائسة جزء من استراتيجية خبيثة للعدو هدفها إضعاف النظام الإسلامي ».
وقالت منظمة حقوق الإنسان « هيومن رايتس » بإيران، إنّه « لقي 36 شخصا على الأقل حتفهم منذ اندلاع شرارة الاحتجاجات التي تقمعها قوى الأمن في إيران منذ أسبوع على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل « شرطة الأخلاق » في طهران بسبب « ارتدائها لباسا غير محتشم ».
وأكدت « إيران هيومن رايتس » حدوث مظاهرات في أكثر من 30 مدينة، مبدية قلقها حيال « الاعتقالات الجماعية » لمتظاهرين ونشطاء من المجتمع المدني.
ولجأت السلطة في إيران إلى تعطيل الوصول إلى الانترنت في العديد من المدن، كما تم تقييد الوصول إلى انستغرام بحسب موقع « نت بلاكس » الذي يراقب اضطرابات الانترنت حول العالم، ويواجه مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام صعوبة في استخدامها.
وتوفيت مهسا أميني (22 عاماً)، الأسبوع الماضي، بعد أن ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها « ملابس غير لائقة ». ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها.
وأطلقت وفاة أميني العنان لغضب عارم بين السكان وأدت لاندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عام 2019، تركزت معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، لكنها امتدت أيضاً إلى العاصمة وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء إيران، واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.
وكالات