العزلة الرياضية - Radio M

Radio M

العزلة الرياضية

Radio M | 27/09/23 10:09

العزلة الرياضية

الآن وقد ضيعت الجزائر تنظيم كان 2025 و2027 يمكن العودة إلى كيفية تسيير الملف من البداية وأسباب الفشل
بداية الجزائر ستستفيد كثيرا من هذا الفشل كونها ستقتصد على الاقل سنتين أو أربع سنوات من الإلهاء وتركيز كل الأنظار على كأس أمم إفريقيا ونسيان باقي المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد
ولنترك الآن مشاكل البلاد جانبا ونبقى في المجال الرياضي ونحاول فهم أسباب الفشل. هل الملف المغربي أقوى من الملف الجزائري؟ وهل رئيس الاتحادية المغربية لقجع قوي إلى درجة مواجهة دولة بأكملها لوحده؟ هل تآمر الاتحاد الأفريقي على الجزائر؟…
كل المعطيات تؤكد أن مسؤولو الكرة الجزائرية لم يفعلوا شيئا للفوز بتنظيم ال »كان » علما أن تنظيم أي تظاهرة رياضية أو ثقافية دولية يتجاوز من بعيد رهان الفوز باللقب أو الجوائز المتنافس عليها. بل تنظيم هذا النوع من المنافسات هدفه منح المواطن الجزائري فرصة الاحتكاك بالأجانب من جهة ومنحه الفرجة لمدة من الزمن ومنحه أخيرا الفرصة ليعيش أحداثا ستبقى راسخة في ذاكرته. فهل هناك أحسن من أن يعيش الإنسان دورة من كأس العالم أو كأس إفريقيا وطبعة من طبعات مهرجان كان للسينما أو دورة رولونغاروس في التنس… أي كان الفائز في النهاية
الذين تولوا مهمة الدفاع عن الملف الجزائري في الكاف إذن، ضيعوا على أجيال كاملة من الجزائريين فرص الاستمتاع بمنافسة رياضية ذات المستوى العالي. وهذا الفشل وحده كافي لمحاسبة كل من شارك في العملية وإبعاده من الساحة الكروية ومن الساحة السياسية والديبلوماسية أيضا.
الجزائر تملك كل المؤهلات لتنظيم دورة 2025 أو 2027، لو تعامل مسؤولونا مع الرهان بجدية. وأول خطأ وقع فيه مسؤولو الجزائر الجديدة هو استغلالهم منافسات رياضية هامشية لإطلاق حملة خطابات سياسية للاستهلاك الداخلي، دون أن يأخذوا بعين الاعتبار تأثير تلك الخطابات على حظوظ الجزائر في نيل شرف تنظيم ال »كان ».
وعلى الصعيد السياسي والديبلوماسي دائما، كان على المسؤولين الرياضيين أن يبعدوا الرياضة عن الأزمة الحاصلة بيننا وبين شقيقتنا، المملكة المغربية. وتفتح بذلك المجال للتنسيق مع أشقائنا المغاربة لتنظيم الدورتين القادمتين في شمال إفريقيا. وقد حدث هذا سابقا، حين نظمت مصر دورة 86 والمغرب دورة 88 والجزائر دورة 90. كما أن الكاميرون (منظم الدورة السابقة) وكوت ديفوار منظم الدورة القادمة بنتميان لنفس المنطقة (إفريقيا الفرانكوفونية)، فلا شيئ يمنع تنظيم المغرب والجزائر دورتين متتاليتين، لو كانت العلاقات عادية بين البلدين. وما يؤلم في القضية، أن العلاقات الجزائرية المغربية لم يسبق أن تأثرت بالتوترات السياسية والديبلوماسية السائدة بين حكام البلدين، إلا في المرحلة الحالية
وبما أن المغاربة أعدوا العدة للمعركة وكانوا واثقين من التفوق على الديبلوماسية الرياضية الجزائرية، فالمسؤولية تلقى على المسيرين الجزائريين لتفادي للصراع مع المغاربة وهم على علم مسبق بتأخرهم على جيرانهم. وزيادة على تأخر الدبلوماسية الرياضية الجزائرية عن نظيرتها المغربية، راح مسيرونا يخوضون معركة كسر العظام فيما بينهم على الصعيد الداخلي. فلم يسبق للفساد الكروي عندنا أن بلغ المستويات المفضوحة التي بلغها حاليا، إلى درجة أصبح التنافس في البطولة الوطنية جاري على من ينهزم أكثر وليس من يفوز أكثر. ووسط هذا الفساد تداول أوربع رؤساء الفاف، وأربع وزراء على قطاع الشباب والرياضة في ظرف ثلاث سنوات، في وقت كل دقيقة كان لها وزنها في سباق الفوز بتنظيم ال »كان ».
وأخيرا، أعود لقضية الملاعب المرشحة لتنظيم المنافسة. وهنا أيضا نلمس عدم جدية المشرفين على الملف الجزائري، أو عكس ذلك أفرطوا في الثقة في ملفهم حتى راحو يختارون ملاعب على أساس مقاييس لا علاقة لها بشروط الكاف ولا الشروط الرياضية. ففي تاريخ المنافسات الرياضية، لا نجد بلد قدم مرافق رياضية والمرافق الاخرى، بنسبة الجاهزية 100 بالمائة عند إيداع ملف الترشح.
القائمون على الملف الجزائري قدموا ستة ملاعب مرشحة لتنظيم دورة 2025 وملعبين إحتياطيين. بينما القاعدة هي أن تقدم مشاريع جاهزة وأخرى قيد الإنجاز. والملاحظ في الملاعب التي تم اختيارها، أن القائمين على الملف الجزائري نصبوا أنفسهم محل خبراء الكاف وقرروا أن ملعبي 05 جويلية (اكبر ملعب في الجزائر إضافة الى التاريخ الذي يمثله في الكرة الافريقية) وتيزي وزو، (ثاني أكبر ملعب وأحدث ملعب في الجزائر) وقرروا عدم إدراجهما في برنامج زيارات خبراء الكاف للمرافق المرشحة لاحتضان ال »كان ».
هل نصنف هذه الأخطاء في خانة اللاكفاءة أم في خانة ال »صابوطاج »؟ إذا أضفنا لقضية ملعبي 05 جويلية وتيزي وزو، الضجيج الذي كان يثيره جمال بلماضي في كل مرة بخصوص نوعية العشب في الملاعب الجزائرية، فتهمة ال »صابوطاج » ثابتة وربي كبير

محمد إوانوغن