سلّط مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الضوء على مجموعة واسعة من أزمات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وذلك في كلمته في افتتاح الدورة الـ 54 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وعبّر تورك عن صدمته من « سياسة اللامبالاة » في مواجهة أكثر من 2300 شخص تم الإبلاغ عن مقتلهم أو فقدهم في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، « بما في ذلك فقدان أكثر من 600 شخص في غرق سفينة قبالة اليونان في جوان 2023 ».
وأدان تورك بشدة حقيقة أن العديد من المهاجرين واللاجئين يموتون « دون أن يلاحظهم أحد » في قناة المانش في أوروبا، وفي خليج البنغال، وعلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وبحر الكاريبي وعند الحدود السعودية، مشيرًا إلى أنّ مكتبه « يسعى إلى الحصول على توضيحات عاجلة بشأن مزاعم القتل وسوء المعاملة ».
كما طرح المفوض السامي لحقوق الإنسان بقوة موضوع التغير المناخي وتأثيراته الكارثية على حقوق الإنسان، مشدّدًا على ضرورة محاربة ثقافة إفلات « أولئك الذين ينهبون بيئتنا » من العقاب. لافتًا الانتباه إلى أنّ « تغيّر المناخ يدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة، ويدمّر آمالًا وفرصًا ومنازلًا وأرواحًا ».
وقال تورك « لا نحتاج إلى مزيد من التحذيرات. المستقبل الديستوبي قد وصل بالفعل. نحتاج إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة حالًا ».
ودعا تورك أيضًا إلى « عمل مناخي ممول بشكل فعال وقائم على حقوق الإنسان » لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع آثار تغير المناخ، الذي لم تساهم فيه إلا قليلًا، وتعويض الأضرار التي لحقت بها.
وشدد تورك على الحاجة إلى « التخلص التدريجي السريع والعادل من الوقود الأحفوري » ورحب بالنظر في التدابير اللازمة لضمان « المساءلة عن الأضرار البيئية »، مثل الاقتراح بإدراج جريمة « الإبادة البيئية » الدولية في نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية.