بصفر دينار تمويل وبعيداً عن أموال الخزينة العمومية، صنّعت الطبعة الثانية من أيام المسرح المتوسطي، التميز والنجاح، حين رسمت لنفسها تحدياً، بتمويل نسفها بنفسها ومن عائدات التذاكر، في مقاربة ونمط تسير إقتصادي ومالي جديد، للمهرجانات والمواعيد الثقافية، غير تلك التي احضتنها الجزائر في السابق، والتي إلتهمت ملايير الدولارات من أموال الخزينة العمومية.

فتمكنت أيام المسرح المتوسطي بمسرح عبدالقادر علولة بوهران، التي احتضن، عروضاً من أربعة دول متوسطية على غرار مصر، تونس، فرنسا وإيطاليا إضافة للجزائر، من ضمان إستقلالية شاملة في التسيير ، وتمويل الحدث الثقافي من عائدات التذاكر التي حددت بـ500 دينار للتذكرة، إضافة إلى دعم لوجسيتكي من الممولين الخواص « سبونسور »، وبتشكيل فريق من المتطوعين للسهر على التنظيم، الذي سيختتم عشية اليوم الأربعاء.

وقال، مدير المسرح الجهوي عبدالقار علولة، ومدير أيام المسرح المتوسطي، مراد سنوسي، أن وزيرة الثقافة الراعية للحدث، عرضت على إدارة المسرح المتوسطي، دعما وتمويلاً مادياً قيمته 500 مليون سنتيم، إلا أن إدراة المهرجان فضّلت أن تعيد للمسرح في وهران جماهيره وروحه التي ميزتها طيلة عقود من الزمن، في مقاربة اقتصادية جديدة تضمن الاستقلالية عن الخزينة العمومية.
وزيادة على العروض المسرحية، سطرت إدارة المسرح المتوسطي، برنامج ثري، لفائدة الشباب، يثمل في مسابقة ماستر كلاس دولي، بالمجان، أشرف عليها كل من الجزائري المخرج أحمد خودي، والتونسي لوحيبي حمادي والكورغراف الجزائري الموهوب عيسى شواط، شارك فيها طلبة وهواة المسرح وعدد هام من الشباب المتطوع، وورشات أخرى للتمثيل والمونودراما، قدمها المخرج والممثل الفرنسي، « سيلفيان ماشاك »، وورشة لمسحر الطفل أشرف عليها الفنان والممثل الجزائري محمد يبدري.

تم مساء يوم الثلاثاء إمضاء اتفاقية ثقافية بين المسرح الجهوي لوهران عبد القادر علولة والمركز الثقافي للفنون الدرامية للقيروان في تونس، وتتضمن هذه الاتفاقية تبادل الخبرات والإنتاج المسرحي المشترك بين المسرحين الجزائري والتونسي
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، وتطوير قطاع المسرح وتعزيز التفاهم والتواصل بين الفنانين والجمهور في الجزائر وتونس.

ومن بين محتوى الاتفاقية، سيكون هناك تبادل فني بين الفرق المسرحية في المسرحين، كما يمكن أن يشمل التعاون المشترك تبادل الخبرات والمعرفة في مجال الإنتاج المسرحي، و على سبيل الذكر، تكوين الممثلين والمخرجين والفنيين، ومشاركة الخبرات في مجالات الكتابة المسرحية وتصميم المسرحيات والإضاءة والديكور وغيرها من المهن المسرحية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشمل التعاون بين المسرحين الجزائري والتونسي في إقامة ورشات عمل مشتركة، وعروض مسرحية مشتركة، وتنظيم مهرجانات مسرحية مشتركة لتبادل الخبرات والتعرف على الثقافة المسرحية في البلدين.
ولإنجاح هذه المقاربة الثقافية الاقتصادية الجديدة، سجلت عدد من العائلات الوهرانية، مساهمات عديدة، من خلال التكفل بتحضير وتقديم الحلويات المحلية الصنع للفرق المشاركة لتعريفها بالأطباق والحلويات المحلية من الموروث الثقافي للبلاد، ولتجسيد صورة اهتمام الجمهور الجزائري بالمسرح والعروض الثقافية.

كما أشرفت جمعية حلم الشباب على مرافقة أيام المسرح المتوسطي من خلال ابراز الموروث الثقافي الجزائري تطوعيا، من خلال المشاركة بعروض تقليدية وألبسة للمضيفات والمضيفن امام مدخل المسرح وخارجه، إاضفة لعرض ثقافي من عمق التراث البديو، لفرقة القوال من سيدي بلعباس.
